للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فسّره الشارحون لـ "الموطّأ"، فقال الباجيّ: معناه: أنه يحول بين المرء وبين ما يريد من نفسه، من إقباله على صلاته، وإخلاصه، وبالأول فسّره الخليل. انتهى (١).

وقال في "الفتح": وضَعَّف الحجري في "نوادره" الضم مطلقًا، وقال: هو يَخْطِر بالكسر في كل شيء. انتهى (٢).

(بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ) أي قلبه، يعني أنه يحول بينه وبين الإقبال على الصلاة، والإخلاص فيها، وقال في "العمدة": وبهذا التفسير -يعني تفسير النفس بالقلب- يحصل الجواب عما قيل: كيف يُتصوّر خطوره بين المرء ونفسه، وهما عبارتان عن شيء واحد؟ وقد يُجاب بأن يكون تمثيلًا لغاية قربه منه. انتهى (٣).

[فائدة]: "المرء": الإنسان، وفيه سبع لغات: فتح الميم، وضمها، وكسرها، وتَغَيُّرها باعتبار إعراب اللفظة، فإن كانت مرفوعة فالميم مضمومة، وإن كانت منصوبة فالميم مفتوحة، وإن كانت مجرورة فالميم مكسورة، والخامسة، والسادسة، والسابعة، امرؤ بزيادة همزة الوصل مع ضم الراء في سائر الأحوال، ومع فتحها في سائر الأحوال، ومع تغيرها باعتبار حركات الإعراب، حكاهن في "الصحاح"، إلا اللغة الثالثة والرابعة، فحكاهما في "المحكم"، وأنشد قول أبي خِرَاش [من الطويل]:

جَمَعْتُ أُمُورًا يُنْفِذُ الْمِرْأَ بَعْضُهَا … مِنَ الْحِلْمِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْحَسَبِ الضَّخْمِ

وقال: هكذا رواه السكّريّ بكسر الميم، وزعم أن ذلك لغة هُذَيل. انتهى.

ويُثَنَّى، فيقال: المرءان، ولا جمع له من لفظه، كما ذكره صاحبا "الصحاح"، و"المحكم"، وقال في "المشارق": والجمع مَرْءُون، ومنه في الحديث: "أيها المرءون"، وذكر صاحب "النهاية" تبعًا للهرويّ حديثَ الحسن: "أحسنوا ملأكم أيها المرءون"، وقال: هو جمع المرء، قال: ومنه قول رؤبة


(١) "طرح التثريب" ٢/ ١٩٨.
(٢) "الفتح" ٢/ ١٠٢.
(٣) "عمدة القاري" ٥/ ١١٢.