للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نوع من النداء يزيد عليه بكون المنادى فيه متفجِّعًا عليه، كـ "وا زيداه"، أو متوجَّعًا منه، كـ "وا ظهراه"، وتلحق آخره ألف الندبة، ويجوز إلحاق هاء السكت، للوقف، قال في "الخلاصة":

وَوَاقِفًا زِدْ هَاءَ سَكْتٍ إِنْ تُرِدْ … وَإِنْ تَشَأْ فَالْمَدُّ وَالْهَا لَا تَزِدْ

(إِنِّي نَذِيرٌ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ، فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ) بفتح الياء، وإسكان الراء، وبعدها باء موحدة، ثم همزة، على وزن "يَقْرَأُ" ومعناه: يحفظهم، ويَتَطَلَّع لهم، ويقال لفاعل ذلك: رَبِيئَة، وهو العين، والطَّلِيعة الذي يَنظُر للقوم؛ لئلا يَدْهَمهم العدوّ، ولا يكون في الغالب إلَّا على جبلٍ، أو شَرَفٍ، أو شيءٍ مرتفعٍ؛ لينظر إلى أبْعَدَ، قاله النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -. انتهى.

وقال المازريّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "الرَّبِيئة": الطَّلِيعةُ والعينُ، وأنشد أبو عمرو:

فَأَرْسَلْنَا أَبَا عَمْرٍ رَبِيئًا

وقال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: هكذا الرواية الصحيحة، كما ضبطه، وفَسَّره المازريّ، وكذا كان عند شيخنا الْخُشَنيّ، وكان عند الْعُذريّ وغيره من الرواة: "يَرْتَأُ"، ولا وجه له هنا. انتهى كلام القاضي - رَحِمَهُ اللهُ - (١).

وقال في "القاموس": رَبَأَهم، ولهم، كمَنَعَ: صار ربيئةً لهم، أي طَلِيعةً، وعلا، وارتفع، ورَفَعَ، وأصلح، وأذهب، وجَمَعَ من كلّ طعام، وتثاقل في مِشْيته، وأشرف، كارْتبَأَ. انتهى (٢).

(فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ) أي أن يسبق الأعداء ذلك الرجل (فَجَعَلَ) أي أخذ، وشرع (يَهْتِفُ) - بفتح الياء، وكسر التاء - ومعناه: يَصِيح، وَيصْرُخ، وقوله: (يَا صَبَاحَاهْ")، مقول لقول مقدَّر منصوب على الحال، أي حال كونه قائلًا: يا صباحاه، كلمة يعتادونها عند وقوع أمر عظيم، فيقولونها؛ ليجتمعوا، ويتأهّبوا له (٣).

وهي مضافة إلى ياء المتكلّم، فأصلها: يا صباحي، فقلبت الياء ألفًا في النداء، أو حُذفت من أجل ألف الندبة، والهاء للسكت، كما تقدّم في "يا عبد منافاه".


(١) "إكمال المعلم" ٢/ ٨٨٣ - ٨٨٤.
(٢) راجع: "القاموس المحيط" ص ٤٠.
(٣) راجع: "شرح النوويّ" ٣/ ٨٢.