للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقوله: (وَهُوَ مُسْتَخْفٍ) يعني أنه كان مُتَغَيِّبًا؛ خوفًا من الحجاج بن يوسف الجائر الظالم.

وقوله: (فِي دَارِ أَبِي خَلِيفَةَ) وفي رواية البخاريّ: "وهو متَوَارٍ في منزل أبي خَلِيفة"، واسم أبي خليفة: حجّاج بن عتّاب العبديّ البصريّ، والد عمر بن أبي خليفة، سماه البخاريّ في "تاريخه"، وتبعه الحاكم أبو أحمد في "الكنى"، قاله في "الفتح" (١).

وقوله: (يَا أَبَا سَعِيدٍ) كنية الحسن البصريّ رحمه الله.

وقوله: (هِيَهِ) بكسر الهاء، وإسكان الياء، وكسر الهاء الثانية، قال أهل اللغة: يقال في استزادة الحديث: إِيه، ويقال: هِيهِ بالهاء بدل الهمزة، قال الجوهريّ: إِيهِ اسمٌ سُمِّي به الفعل؛ لأن معناه: الأمر، تقول للرجل إذا استزدته من حديث، أو عَمَلٍ: إِيهِ بكسر الهاء، قال ابن السِّكِّيت: فإن وصلتَ نَوَّنتَ، فقلتَ: إِيهٍ حدّثْنا، قال: وقول ذي الرُّمّة [من الطويل]:

وَقَفْنَا فَقُلْنَا إِيهِ عَنْ أُمِّ سَالِمٍ … وَمَا بَالُ تَكْلِيمِ الدِّيَارِ الْبَلَاقِعِ

فلم يُنوِّن، وقد وصل؛ لأنه قد نوى الوقف.

قال ابن السّرِيّ: إذا قلت: إيهِ يا رجلُ، فإنما تأمره بأن يزيدك من الحديث المعهود بينكما، كأنك قلت: هات الحديث، وإن قلت: إِيهٍ بالتنوين، كأنك قلت: هات حديثًا ما؛ لأن التنوين تنكيرٌ، وذو الرُّمّة أراد التنوين، فتركه للضرورة، فإذا أسكَتَّه، وكففته، فإنك تقول: إيهًا عنّا. انتهى (٢).

وقوله: (وَهُوَ يَوْمَئِذٍ جَمِيعٌ) - بفتح الجيم، وكسر الميم - ومعناه: مُجْتَمِع القوّة والحفظ، قاله النوويّ، وقال في "الفتح": مجتمع العقل، وهو إشارة إلى أنه كان حينئذ لم يدخل في الكبر الذي هو مظِنّة تفرّق الذهن، وحدوث اختلاط الحفظ. انتهى (٣).

وقوله: (أَنَسِيَ الشَّيْخُ) أراد بالشيخ أنسًا - رضي الله عنه -.


(١) ١٣/ ٤٨٤ "كتاب التوحيد" رقم (٧٥١٠).
(٢) "الصحاح" ٥/ ١٧٨٢ - ١٧٨٣.
(٣) "الفتح" ١٣/ ٤٨٤.