وعن طائفة يقول:"الحمد لله رب العالمين"، ورد ذلك في حديث لابن مسعود، أخرجه البخاريّ في "الأدب المفرد"، والطبرانيّ.
وورد الجمع بين اللفظين، فعنده في "الأدب المفرد" عن عليّ قال: "من قال عند عطسة سمعها: الحمد لله رب العالمين، على كل حال ما كان، لم يجد وجع الضرس، ولا الأذن أبدًا"، وهذا موقوف، رجاله ثقات، ومثله لا يقال من قِبَل الرأي، فله حكم الرفع.
وقد أخرجه الطبرانيّ من وجه آخر، عن عليّ مرفوعًا بلفظ:"من بادر العاطس بالحمد عوفي من وجع الخاصرة، ولم يشتك ضرسه أبدًا"، وسنده ضعيف، وللبخاريّ أيضًا في "الأدب المفرد"، والطبراني بسند لا بأس به، عن ابن عباس قال:"إذا عطس الرجل، فقال: الحمد لله، قال الملك: رب العالمين، فإن قال: رب العالمين، قال الملك: يرحمك الله".
وعن طائفة: ما زاد من الثناء فيما يتعلق بالحمد كان حسنًا، فقد أخرج أبو جعفر الطبريّ في "التهذيب" بسند لا بأس به، عن أم سلمة، قالت:"عطس رجل عند النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: الحمد لله، فقال له النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: يرحمك الله، وعطس آخر، فقال: الحمد لله رب العالمين، حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه، فقال: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة"، ويؤيده ما أخرجه الترمذيّ وغيره من حديث، رفاعة بن رافع، قال:"صليت مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فعطست، فقلت: الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه، مباركًا عليه، كما يحب ربنا ويرضى، فلما انصرف قال: من المتكلم؟ ثلاثًا فقلت: أنا، فقال: والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملَكًا، أيهم يصعد بها".
وأخرجه الطبرانيّ، وبَيَّن أن الصلاة المذكورة: المغرب، وسنده لا بأس به، وأصله في "صحيح البخاريّ" لكن ليس فيه ذِكر العطاس، وإنما فيه:"كنا نصلي مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، فقال رجل وراءه: ربنا لك الحمد إلخ" بنحوه.
ولمسلم وغيره من حديث أنس:"جاء رجل، فدخل في الصفّ، وقد حفزه النَّفَس، فقال: الله أكبر، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه … " الحديث، وفيه:"لقد رأيت اثني عشر ملَكًا يبتدرونها أيهم يرفعها".