للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إذ ذاك، والأردنّ اسم الكورة، كما في "الصحاح"، وبيت المقدس داخل فيه، وإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة، فلا بدّ أن تَحْدث قبل نزوله، واللَّه تعالى أعلم.

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "فينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق بين مهرودتين" أما المنارة فبفتح الميم، وهذه المنارة موجودة اليوم شرقيّ دمشق، ودمشق بكسر الدال، وفتح الميم، وهذا هو المشهور، وحكى صاحب "المطالع" كسر الميم، وهذا الحديث من فضائل دمشق، وفي "عند" ثلاث لغات: كسر العين، وضمها، وفتحها، والمشهور الكسر، وأما المهروذتان فروي بالدال المهملة، والذال المعجمة، والمهملة أكثر، والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين، من أهل اللغة، والغريب، وغيرهم، وأكثر ما يقع في النُّسخ بالمهملة، كما هو المشهور، ومعناه: لابس مهروذتين؛ أي: ثوبين مصبوغين بوَرْس، ثم بزعفران، وقيل: هما شقتان، والشقة نصف الملاءة. انتهى (١).

(بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ) بالدال المهملة، ويُعجم؛ أي: حال كون عيسى -عليه السلام- بينهما، بمعنى لابس حُلّتين مصبوغتين بورس، أو زعفران، قال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: روى بالدال المهملة، والذال المعجمة أكثر، والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين، وأكثر ما يقع في النُّسخ بالمهملة، ومعناه: لابس ثوبين مصبوغين بالورس، ثم الزعفران. انتهى.

وقال ابن الأنباريّ: يروى بدال مهملة، أو معجمة؛ أي: بين مِخصرتين، على ما جاء في الحديث، ولا نسمعه إلا فيه، وكذلك أشياء كثيرة لم تُسمع إلا في الحديث، والمخصرة من الثياب التي فيها صفوة خفيفة، كذا في "النهاية" (٢).

وقال القرطبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: قوله: "بين مهرودتين": الرواية الصحيحة بالدال المهملة، والتاء المثناة من فوق، وبعض المحدّثين يقولها بالذال المعجمة، وحكى ابن الأنباريّ أنها تقال بهما، والمعروف الأول، وفي "الصحاح":


(١) "شرح النوويّ" ١٨/ ٦٧.
(٢) "مرقاة المفاتيح" ١٥/ ٤٩٠.