للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال في "العمدة": "المطرقة" بضم الميم، وسكون الطاء المهملة، وفتح الراء، قال الخطابيّ: هي التي أُلبست الأطرقة من الجلود، وهي الأغشية منها، شَبَّه عرض وجوههم، ونتوء وَجَنَاتهم بظهور الترس.

والأطرقة: جمع طِرَاق، وهو جلدة تُقَدَّر على قدر الدرقة، وتلصق عليها.

وقال القاضي البيضاويّ: شبّه وجوههم بالترس؛ لِبَسْطها، وتدويرها، وبالمطرقة لغلظها، وكثرة لحمها.

وقال الهرويّ: الْمُجانّ المطرقة: هي التي أُطرقت بالعصب؛ أي: ألبست به، وقيل: المطرقة هي التي ألبست الطراق، وهو الجلد الذي يغشاه، ويعمل هذا حتى يبقى كأنه ترس على ترس، وقال ابن قرقول: قال بعضهم: الأصوب فيه المطرَّقة بتشديد الراء، وهو ما ركّب بعضه فوق بعض. انتهى (١).

وقال النوويّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: أما المجانّ: فبفتح الميم، وتشديد النون: جمع مِجَنّ بكسر الميم، وهو الترس، وأما المطرقة فبإسكان الطاء، وتخفيف الراء، هذا هو الفصيح المشهور في الرواية، وفي كتب اللغة، والغريب، وحُكِي فتح الطاء، وتشديد الراء، والمعروف الأول، قال العلماء: هي التي أُلبست العقب، وأُطرقت به طاقة فوق طاقة، قالوا: ومعناه تشبيه وجوه الترك في عرضها، وتدوير وَجَنَاتها بالترس المطرقة. انتهى (٢).

(وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ") بفتحتين، أو بفتح، فسكون، قيل: المراد به طول شعورهم، حتى تصير أطرافها في أرجلهم موضع النعال، وقيل: المراد أن نعالهم من الشعر، بأن يجعلوا نعالهم من شعر مضفور، وزعم ابن دحية أن المراد به: القندس الذي يلبسونه في الشرابيش، قال: وهو جلد كلب الماء، قال المباركفوري: والظاهر هو القول الثاني، يدل على ذلك رواية مسلم الآتية بلفظ: "يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر" (٣).

وقال في "الفتح": قوله: "ينتعلون نعال الشعر" هذا والحديث الذي بعده ظاهر في أن الذين ينتعلون الشعر غير التُّرك، وقد وقع للإسماعيلي من طريق


(١) "عمدة القاري شرح صحيح البخاريّ" ٢١/ ٤٢٩.
(٢) "شرح النوويّ" ١٨/ ٣٦.
(٣) "تحفة الأحوذيّ" ٦/ ٣٨٢.