قال الجامع عفا اللَّه عنه: هذا الإسناد هو الإسناد المذكور قبله.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي اللَّه عنه-؛ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ:"لَا) نافية، (تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرج رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ) قال الحافظ: لم أقف على اسمه، ولكن جوّز القرطبيّ أن يكون جهجاه الذي وقع ذِكره في مسلم بعد هذا.
[تنبيه]: قال في "الفتح": اختُلف في نَسَب قحطان، فالأكثرون أنه ابن عابر بن شالخ بن أرفشخذ بن سام بن نوح، وقيل: هو من ولد هود عليه السلام، وقيل: ابن أخيه، ويقال: إن قحطان أول من تكلم بالعربية، وهو والد العرب المتعرّبة، وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك، كعاد، وثمود، وطسم، وجديس، وعمليق، وغيرهم، وقيل: إن قحطان أول من قيل له: أبيت اللعن، وعِمْ صباحًا، وزعم الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذريّة إسماعيل، وأنه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل؛ وهو ظاهر قول أبي هريرة المتقدّم في قصة هاجر، حيث قال وهو يخاطب الأنصار: فتلك أمكم يا بني ماء السماء، قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: هذا هو الذي يترجح في نقدي، ثم وجّه ترجيحه عنده، فراجع كلامه في "الفتح" (١).
(يَسُوقُ) قحطان النَّاسَ (بِعَصَاهُ) قال القرطبيّ في "التذكرة": قوله: "يسوق الناس بعصاه" كناية عن غَلَبته عليهم، وانقيادهم له، ولم يُرِدْ نفس العصا، لكن في ذِكرها إشارة إلى خشونته عليهم، وعَسَفه بهم، قال: وقد قيل: إنه يسوقهم بعصاه حقيقة، كما تُساق الإبل والماشية؛ لشدة عنفه، وعدوانه، قال: ولعله جهجاه المذكور في الحديث التالي، وأصل الجهجاه: الصياح، وهي صفة تناسب ذِكر العصا.
وتعقّبه الحافظ بأنه يردّ هذا الاحتمال إطلاق كونه من قحطان، فظاهره أنه من الأحرار، وتقييده في جهجاه بأنه من الموالي.