للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هذا، وعمارة تيميّ من بني تيم اللات بن ثعلبة، كوفيّ من طبقة الأعمش، وشيخه الحارث بن سويد تيميّ أيضًا، وفي السند ثلاثة من التابعين في نَسَقٍ أولهم الأعمش، وهو من صغار التابعين، وعمارة من أوساطهم، والحارث من كبارهم. انتهى (١).

(عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُويدٍ) التيميّ، أبي عائشة الكوفيّ؛ أنه (قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ) بن مسعود -رضي اللَّه عنه- (أَعُودُهُ)؛ أي: أزوره، يقال: عُدت المريض عيادةً: إذا زرته، فا لرجل عائد، وجمعه عُوّادٌ، والمرأة عائدة، وجمعها عُوّد بغير ألف، قال الأزهريّ: هكذا كلام العرب، ذكره الفيّوميّ (٢).

قال الجامع عفا اللَّه عنه: وإلى الجمعين المذكورين أشار ابن مالك في "الخلاصة" حيث قال:

وَفُعَّلٌ لِفَاعِلٍ وَفَاعِلَهْ … وَصْفَيْنِ نَحْوُ "عَاذِلٍ" وَ"عَاذِلَهْ"

وَمِثْلُهُ الْفُعَّالُ فِيمَا ذُكِّرَا … وَذَانِ فِي الْمُعَلِّ لَامًا نَدَرَا

وقوله: (وَهُوَ مَرِيضٌ) جملة حاليّة من المفعول؛ أي: والحال أن عبد اللَّه مريض، (فَحَدَّثَنَا بِحَدِيثَيْنِ: حَدِيثًا عَنْ نَفْسِهِ)؛ أي: من قِبَل نفسه مما فتح اللَّه عليه بمجالسة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومشاهدته، وتدبّر معاني الكتاب والسُّنَّة.

[تنبيه]: لم يذكر المصنّف حديث عبد اللَّه عن نفسه، وقد ذكره البخاريّ في "صحيحه"، من طريق أبي شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سُويد: حدّثنا عبد اللَّه بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، والآخر عن نفسه، قال: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مَرّ على أنفه، فقال به هكذا"، قال أبو شهاب بيده فوق أنفه. انتهى.

قال في "الفتح": قوله: (حديثين. . . إلخ) هكذا وقع في هذه الرواية غير مصرّح برفع أحد الحديثين إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال النوويّ: قالوا: المرفوع: "لَلَّه أفرح. . . إلخ"، والأول قول ابن مسعود، وكذا جزم ابن بطال بأن الأول هو


(١) "الفتح" ١٤/ ٢٩١، "كتاب الدعوات" رقم (٦٣٠٨).
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧.