[تنبيه]: قوله: "رب العرش العظيم" نقل ابن التين عن الداوديّ أنه رواه برفع "العظيم"، وكذا برفع "الكريم" في قوله: "رب العرش الكريم" على أنهما نعتان للرب، والذي ثبت في رواية الجمهور بالجرِّ على أنه نعت للعرش، وكذا قرأ الجمهور في قوله تعالى:{رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}[النمل: ٢٦]، و {رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}[المؤمنون: ١١٦] بالرفع، وقرأ ابن محيصن بالجرِّ فيهما، وجاء ذلك أيضًا عن ابن كثير، وعن أبي جعفر المدنيّ، وأُعرب بوجهين: أحدهما: ما تقدم، والثاني: أن يكون مع الرفع نعتًا للعرش، على أنه خبر ابتدأ محذوف، قُطع عما قبله للمدح، ورُجِّح؛ لحصول توافق القراءتين، ورجح أبو بكر الأصم الأول؛ لأن وصف الرب بالعظيم أَولى من وَصْف العرش، وفيه نظر؛ لأن وصف ما يضاف للعظيم بالعظيم أقوى في تعظيم العظيم، فقد نَعَت الهدهد عرش بلقيس بأنه عرش عظيم، ولم يُنْكِر عليه سليمان.
[تنبيه آخر]: قال العلماء: الحليم: الذي يؤخر العقوبة مع القدرة، والعظيم: الذي لا شيء يعظم عليه، والكريم: المعطي فضلًا، واللَّه تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث ابن عبَّاس -رضي اللَّه عنهما- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢١/ ٦٨٩٧ و ٦٨٩٨ و ٦٨٩٩ و ٦٩٠٠](٢٧٣٠)، و (البخاريّ) في "الدعوات" (٦٣٤٥ و ٦٣٤٦) و"التوحيد" (٧٤٢٦ و ٧٤٣١) وفي "الأدب المفرد" (٧٠٢)، و (الترمذيّ) في"الدعوات" (٣٤٣١)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٤/ ٣٦٧) وفي "عمل اليوم والليلة" (٦٥٣)، و (ابن ماجه) في "الدعاء" (٣٩٢٩)، و (أحمد) في "مسنده" (١/ ٢٢٨ و ٢٥٤ و ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٨٠ و ٢٨٤ و ٣٣٩ و ٣٥٦)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (٦/ ٢٠)، و (الطبرانيّ) في "الأوسط" (١/ ٣٠٢) وفي "الكبير" (١٠/ ٣١٧)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٤/ ٤١٦)، و (عبد بن حميد) في "مسنده" (١/ ٢٢٠ و ٢٢١)، واللَّه تعالى أعلم.