هذا، وهو حديث رؤية موسى وغيره ليلة أسري به، وأخرجه مسلم أيضًا. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قد زالت تهمة التدليس برواية مسلم الثانية حيث صرّح فيها قتادة بتحديث أبي العالية لهم، كما أسلفته آنفًا، فتنبّه.
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي اللَّه عنهما- (أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ) بفتح، فسكون؛ أي: عند حلَول الكرب، وتقدّم معنى الكرب أول الباب، وفي الرواية الآتية، من رواية سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة:"كان يدعو بهنّ، ويقولهنّ عند الكرب"، وفي رواية يوسف بن عبد اللَّه بن الحارث، عن أبي الحارث، عن أبي العالية:"كان إذا حَزَبه أمر" وهو بفتح الحاء المهملة، والزاي، وبالموحّدة؛ أي: هَجَم عليه، أو غلبه، وفي حديث عليّ عند النسائيّ، وصححه الحاكم:"لقَّنني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هؤلاء الكلمات، وأمرني إن نزل بي كرب، أو شدّة أن أقولها: سبحان اللَّه رب العرش العظيم".
("لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ) الذي لا يَعْظُم عليه شيء، (الْحَلِيمُ) الذي يؤخّر العقوبة مع القدرة، (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ") وهكذا في رواية للبخاريّ، وفي رواية له:"لا إله إلا اللَّه العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رب السماوات والأرض ورب العرش العظيم"، وفي رواية مسلم الآتية قال في أوله:"لا إله إلا اللَّه رب العرش الكريم" بدل: "العظيم الحليم"، ووقع جميع ما تضمَّنته هاتان الروايتان في رواية وهيب بن خالد، لكن قال:"العليم الحليم" باللام بدل الظاء المعجمة.
ووقع في حديث عليّ -رضي اللَّه عنه- بلفظ:"لا إله إلا اللَّه الكريم العظيم، سبحان اللَّه، تبارك اللَّه رب العرش العظيم، والحمد للَّه رب العالمين"، وفي لفظ:"الحليم الكريم" في الأول، وفي لفظ:"لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، العليّ العظيم، لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له الحليم الكريم"، وفي لفظ: "لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، سبحانه تبارك وتعالى، رب العرش