قالت: جئت أسلم عليك، واستحيت، حتى إذا كانت القابلة، قال: أئت أباك -فذكر مثله- حتى إذا كانت الليلة الثالثة، قال لها عليّ: امشي، فخرجا معًا. . . " الحديث، وفيه: ألا أدلكما على خير لكما من حُمْر النَّعَم؟ ".
وفي مرسل عليّ بن الحسين عند جعفر أيضًا:"إن فاطمة أتت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تسأله خادمًا، وبيدها أثر الطحن من قطب الرحى، فقال: إذا أويت إلى فراشك. . . " الحديث.
فيَحْتَمِل أن تكون قصة أخرى، فقد أخرج أبو داود من طريق أم الحكم، أو ضُباعة بنت الزبير؛ أي: ابن عبد المطلب: "قالت: أصاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سبيًا، فذهبت أنا وأختي فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نشكو إليه ما نحن فيه، وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال: سبقكنّ يتامى بدر. . . "، فذكر قصة التسبيح إثر كل صلاة، ولم يذكر قصة التسبيح عند النوم، فلعله عَلَّم فاطمة في كل مرة أحد الذِّكرين.
وقد وقع في "تهذيب الطبريّ" من طريق أبي أمامة، عن عليّ في قصة فاطمة من الزيادة:"فقال: اصبري يا فاطمة، إن خير النساء التي نفعت أهلها"، ذكر هذا كلّه في "الفتح"(١).
(ثُمَّ قَالَ) وفي نسخة: "وقال"؛ أي: قال النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لعليّ وفاطمة -رضي اللَّه عنهما-: ("أَلا) بالتخفيف أداة تحضيض، (أُعَلمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَا) وفي رواية البخاريّ: "فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم"، وفي رواية: "مما سألتماني"، وفي رواية: "ألا أخبركما بخير مما سألتماني، فقالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهنّ جبريل". (إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا) وفي الرواية التالية: "إذا أخذتما مضاجعكما من الليل"، وفي رواية البخاريّ: "إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما" بالشك.
[تنبيه]: قال في "الفتح": زاد في رواية السائب: "تسبّحان دُبُر كل صلاة عشرًا، وتحمدان عشرًا، وتكبّران عشرًا". قال الحافظ: هذه الزيادة ثابتة في رواية عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنهما-، عند
(١) "الفتح" ١٤/ ٣١٧ - ٣١٨، "كتاب الدعوات" رقم (٦٣١٨).