(حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمِهِ عَلَى صَدْرِي) قال النووي -رَحِمَهُ اللَّهُ-: كذا هو في نُسخ مسلم: "قدمه" مفردةً، وفي رواية البخاريّ:"قدميه" بالتثنية، وهي زيادة ثقة لا تخالف الأُولى. انتهى.
قال الجامع عفا اللَّه عنه: قوله: "لا تخالف"؛ أي: لأن المفرد المضاف يعمّ، فيتناول القدمين، واللَّه تعالى أعلم.
وفي رواية عطاء، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عند جعفر الفريابيّ في "الذكر" من الزيادة: "فخرج، حتى أتى منزل فاطمة، وقد دخلت هي وعليّ في اللحاف، فلما استأذن هَمّا أن يلبسا، فقال: كما أنتما، إني أُخبرتُ أنكِ جئت تطلبين، فما حاجتك؟ قالت: بلغني أنه قَدِم عليك خَدَم، فأحببت أن تعطيني خادمًا يكفيني الخبز والعجن، فإنه قد شقّ عليّ، قال: فما جئت تطلبين أحب إليك، أو ما هو خير منه؟ قال عليّ: فغمزتها، فقلت قولي: ما هو خير منه أحب إليّ، قال: فإذا كنتما على مثل حالكما الذي أنتما عليه. . . "، فذكر التسبيح.
وفي رواية:"فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها في اللفاع حياءً من أبيها".
قال الحافظ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: ويُحمل على أنه فعل ذلك أوّلًا، فلما تآنست به دخل معهما في الفراش مبالغةً منه في التأنيس.
وزاد في رواية:"فقال: ما كان حاجتك أمس، فسكتت مرتين، فقلت: أنا واللَّه أحدثك يا رسول اللَّه، فذكرته له".
ويُجمع بين الروايتين بأنها أوّلًا استحيت، فتكلم عليّ عنها، فأنشطت للكلام، فأكملت القصة.
واتَّفَق غالب الرواة على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- جاء إليهما، ووقع في رواية شَبَث -وهو بفتح المعجمة، والموحدة، بعدها مثلثة- ابن ربعيّ، عن عليّ، عند أبي داود، وجعفر في "الذكر"، والسياق له:"قَدِم على النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سبي، فانطلق عليّ وفاطمة، حتى أتيا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: ما أتى بكما؟ قال عليّ: شقّ علينا العمل، فقال: ألا أدلكما". وفي لفظ جعفر: "فقال عليّ لفاطمة: ائت أباك، فاسأليه أن يُخدمك، فأتت أباها حين أمست، فقال: ما جاء بك يا بنيّة؟