للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بحمده، فيكون "سبحان الله" جملة مستقلّة، و"بحمده" جملة أخرى.

[تنبيه]: قال في "الفتح": واتفقت الروايات عن محمد بن فضيل على ثبوت "وبحمده" إلا أن الإسماعيليّ قال بعد أن أخرجه من رواية زهير بن حرب، وأحمد بن عبدة، وأبي بكر بن أبي شيبة، والحسين بن عليّ بن الأسود، عنه: لم يقل أكثرهم: "وبحمده".

قال الحافظ: وقد ثبت من رواية زهير بن حرب عند الشيخين، وعند مسلم عن بقية من سمَّيت من شيوخه، والترمذيّ عن يوسف بن عيسى، والنسائيّ عن محمد بن آدم، وأحمد بن حرب، وابن ماجه عن عليّ بن محمد، وعليّ بن المنذر، وأبو عوانة عن محمد بن إسماعيل بن سَمُرة الأحمسيّ، وابن حبان أيضًا من رواية محمد بن عبد الله بن نمير، كلهم عن محمد بن فضيل، كأنها سقطت من رواية أبي بكر، وأحمد بن عبدة، والحسين. انتهى (١).

(سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ") قال الحافظ رَحِمَهُ اللهُ: هكذا عند الأكثر بتقديم "سبحان الله وبحمده" على "سبحان الله العظيم"، وتقدم (٢) في "الدعوات" عن زهير بن حرب بتقديم "سبحان الله العظيم" على "سبحان الله وبحمده"، وكذا هو عند أحمد بن حنبل، عن محمد بن فضيل، وكذا عند جميع من سمَّيته قبلُ، قال: وقد وقع لي بعلوّ في "كتاب الدعاء" لمحمد بن فضيل، من رواية عليّ بن المنذر عنه، بثبوت "وبحمده" وتقديم "سبحان الله وبحمده". انتهى (٣).

[تنبيه]: قال الكرمانيّ رَحِمَهُ اللهُ: صفات الله وجودية؛ كالعلم، والقدرة، وهي صفات الإكرام، وعدمية، كلا شريك له، ولا مثل له، وهي صفات الجلال، فالتسبيح إشارة إلى صفات الجلال، والتحميد إشارة إلى صفات الإكرام، وتَرْك التقييد مشعر بالتعميم؛ والمعنى: أنزهه عن جميع النقائص وأحمده بجميع الكمالات، قال: والنظم الطبيعيّ يقتضي تقديم التخلية على التحلية، فقدَّم التسبيح الدالّ على التخلي على التحميد الدالّ على التحلي، وقدّم لفظ "الله"؛ لأنه اسم الذات المقدسة الجامع لجميع الصفات، والأسماء الحسنى، ووَصَفه


(١) "الفتح" ١٧/ ٦٣٢ - ٦٣٣.
(٢) أي: في "صحيح البخاريّ".
(٣) "الفتح" ١٧/ ٦٣٢ - ٦٣٣.