للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقال: يا رسول الله أما قريش فلا أَدَعُهم، حتى أثار منهم، ضربوني، فخرج، حتى أقام بعُسفان، وكلما أقبلت عِير لقريش يحملون الطعام يُنَفِّر بهم على ثنية غزال، فتلقي أحمالها، فجمعوا الحنط، قال: يقول أبو ذرّ لقومه: لا يمس أحدٌ حبة، حتى تقولوا: لا إله إلا الله، فيقولون: لا إله إلا الله، ويأخذون الغرائر" (١).

(حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا) بدل، أو عطف بيان، (فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ) معطوف على مقدّر؛ أي: دعوتها إلى الإسلام، فأسلم نصفهم، (وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ) "إيماء" بكسر الهمزة في المشهور ممدودًا، وحَكَى القاضي فتح الهمزة أيضًا، وأشار إلى ترجيحه، قال النوويّ: وليس براجح، و"رَحَضَة" بِراء، وحاء مهملة، وضاد معجمة مفتوحات.

قال في "الإصابة": إيماء بن رَحَصَة بن خربة بن خُفاف بن حارثة بن غِفار، قديم الإسلام، قال ابن المدينيّ: له صحبة، قال: وقد روى حنظلة الأسلميّ عن خفاف بن إيماء بن رَحَضة حديث القنوت، وقال بعضهم: عن إيماء بن رحضة، ثم ذكر قصّة مسلم هنا، وقوله: "وكان يؤمّهم إيماء بن رحضة الغفاريّ"، قال: ولكن ذكر أحمد في هذا الحديث الاختلاف على رواية سليمان بن المغيرة، هل هو خُفاف بن إيماء، أوأبوه إيماء بن رحضة؟ وعلى هذا فيمكن أن يكون إسلام خفاف تقدم على إسلام أبيه، والله أعلم.

وذَكَر الزبير بن بكار من حديث حكيم بن حزام أن إيماء بن رحضة حضر بدرًا مع المشركين، فيكون إسلامه بعد ذلك، وذكر ابن سعد أنه أسلم قريبًا من الحديبية، وهذا يعارض رواية مسلم، وقال ابن سعد: كان سكن غَيقة من ناحية السُّقْيَا، ويأوي إلى المدينة. انتهى (٢).

(وَكَانَ) إيماء بن رَحَضَة (سَيِّدَهُمْ)؛ أي: سيّد قبيلة غفار، (وَقَالَ نِصْفُهُمْ) الباقي: (إِذَا قَدِمَ) بكسر الدال، (رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْمَدِينَةَ، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ)؛ أي: قبيلة أسلم


(١) "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٤/ ٢٢٣ - ٢٢٤.
(٢) "الإصابة في تمييز الصحابة" ١/ ١٦٩.