للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدها: التردد هل هي زوجته في الدنيا والآخرة، أو في الآخرة فقط؟

ثانيها: أنه لفظُ شكٍّ لا يراد به ظاهره، وهو أبلغ في التحقق، ويسمى في البلاغة: مزجُ الشك باليقين.

ثالثها: وجه التردد هل هي رؤيا وحي على ظاهرها، وحقيقتها؟ أو هي رؤيا وحي لها تعبير؟ وكلا الأمرين جائز في حق الأنبياء.

قال الحافظ: الأخير هو المعتمَد، وبه جزم السهيليّ عن ابن العربيّ، ثم قال: وتفسيره باحتمال غيرها لا أرضاه، والأول يردّه أن السياق يقتضي أنها كانت قد وجدت، فإن ظاهر قوله: "فإذا هي أنت" مشعر بأنه كان قد رآها، وعرفها قبل ذلك، والواقع أنها وُلدت بعد البعثة، ويردّ أول الاحتمالات الثلاث رواية ابن حبان في آخر حديث الباب: "هي زوجتك في الدنيا والآخرة"، والثاني بعيد. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة -رضي الله عنها- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٣/ ٦٢٦٣ و ٦٢٦٤] (٢٤٣٨)، و (البخاريّ) في "مناقب الأنصار" (٣٧٩٥) و"النكاح" (٥٠٧٨ و ٥١٢٥) و"التعبير" (٧٠١١ و ٧٠١٢)، و (أحمد) في "مسنده" (٦/ ٤١ و ١٢٨) وفي "فضائل الصحابة" (١٦٣٨)، و (ابن سعد) في "الطبقات" (٨/ ٦٤)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٤٤٩٨ و ٤٦٠٠)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٧٠٩٣)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (٢٣/ ٤١ و ٤٢ و ٤٣)، و (الخطيب) في "تاريخه" (٥/ ٤٢٨)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٧/ ٨٥)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٣٢٩٢)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان فضل عائشة -رضي الله عنها-، حيث إن الله -عز وجل- أراها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في منامه قبل أن يتزوّجها، وأخبره بأنها زوجته في الدنيا والآخرة.


(١) "الفتح" ٨/ ٤٤١، كتاب "النكاح" رقم (٥١٢٥).