للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ) بن الخطاب -رضي الله عنه- (فَاسْتَقَى، فَاسْتَحَالَتْ) الذَّنُوب، هذا يردّ ما تقدّم عن الزجّاج، كما أسلفته. (غَرْبًا) بفتح المعجمة، وسكون الراء، بعدها موحدة، وزان فَلْس: الدلوَ العظيمةَ، يُستقى بها على السانية (١).

وقال في "الفتح": قوله: "فاستحالت في يده غربًا"؛ أي: تحولت الدلو غربًا، وهي بفتح الغين المعجمة، وسكون الراء، بعدها موحَّدة، بلفظِ مقابل الشرق، قال أهل اللغة: الغرب: الدلو العظيمة المتَّخَذة من جلود البقر، فإذا فتحت الراء فهو الماء الذي يسيل بين البئر والحوض، ونقل ابن التين عن أبي عبد الملك البُونيّ أن الغرب كل شيء رفيع، وعن الداوديّ قال: المراد أن الدلو أحالت باطن كفيه حتى صار أحمر من كثرة الاستسقاء، قال ابن التين: وقد أنكر ذلك أهل العلم، ورَدُّوه على قائله. انتهى (٢).

(فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ) قال في "المشارق": العبقريّ: النافذ الماضي الذي لا شيء يفوقه، قال أبو عمر: وعبقريُّ القوم: سيدهم، وقَيِّمهم، وكبيرهم، وقال الفرّاء: -العبقريّ: السيد، والفاخر من الحيوان، والجوهر، والبساط المنقوش، وقيل: هو منسوب إلى عبقر موضع بالبادية، وقيل: قرية يُعمل فيها الثياب البالغة في الحُسن، والبُسُط، وقيل: نسبة إلى أرض تسكنها الجنُّ تَضرب بها العرب المثل في كل شيء عظيم، قاله أبو عبيدة، قال ابن الأثير: فصاروا كلما رأوا شيئًا غريبًا مما يصعب عمله، ويدُقّ، أو شيئًا عظيمًا في نفسه نَسَبوه إليها، فقالوا: عبقريّ، ثم اتُّسِع فيه حتى سُمّي به السيد الكبير. انتهى.

(يَفْرِي فَرْيَهُ) قال في "العمدة": قوله: "يَفرِي" بكسر الراء، و"فَرْيه" بفتح الفاء، وسكون الراء، وتخفيف الياء، ويُرْوَى "فَرِيَّه" بفتح الفاء، وكسر الراء، وتشديد الياء؛ أي: يَعْمل عملًا مُصلحًا، ويقطع قَطْعهُ مُجيدًا، يقال: فلان يَفري فريه: إذا كان يأتي بالعَجَب في عمله، وقال الخليل: يقال في الشجاع: ما يَفري أحد فريه مخففة الياء، ومَن شدَّد أخطأ، يقال: معناه: ما كل أحد


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٤.
(٢) "الفتح" ١٦/ ٣٧٦، كتاب "التعبير" رقم (٧٠١٩).