للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والحوض: مُجْتَمَع الماء، والبكرة: الخشبة المستديرة التي تدور بالحبل. انتهى.

وقوله: (أَو ذَنُوبَيْنِ) للشكّ من الراوي، وقال القرطبيّ: الذَّنُوب: الدَّلو، والغَرْب أكبر منها، وقوله: "أو ذنوبًا أو ذنوبين" هو شكّ من بعض الرُّواة، وقد جاء بغير شك: "ذنوبين" في الرواية الأخرى، وهي أحسن. انتهى.

وقال النوويّ رحمه الله: أما القليب: فهي البئر غير المطويّة، والدلو: يُذكّر ويؤنّث، والذنوب بفتح الذال: الدلو المملوءة، والغَرْب: بفتح الغين المعجمة، وإسكان الراء، وهي الدلو العظيمة، والنزع: الاستقاء، والضعف: بضم الضاد، وفتحها، لغتان مشهورتان، والضم أفصح، ومعنى استحالت: صارت، وتحوَّلت، من الصِّغَر إلى الكِبَر، وأما العبقريّ: فهو السيّد، وقيل: الذي ليس فوقه شيء. انتهى (١).

(وَفِي نَزْعِه)؛ أي: في استقائهِ (-وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ- ضَعْفٌ) بفتح الضاد المعجمة، وضمّها لغتان، قال النوويّ رحمه الله: وليس في قوله: "وفي نزعه ضعف" حطّ من فضيلة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ولا إثبات فضيلة لعمر عليه، وإنما هو إخبار عن مدّة ولايتهما، وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر؛ لِطُولها، ولاتّساع الإسلام، وبلاده، والأموال، وغيرها من الغنائم، والفتوحات، ومَصَّر الأمصارَ، ودَوَّن الدواوين، بخلاف أبي بكر -رضي الله عنه-، فإنه اشتغل بقتال أهل الردّة، فلم يتفرغ لفتح الأمصار، وجباية الأموال، ولقِصَر مدته، فإنها سنتان وثلاثة أشهر وعشرون يومًا.

وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "والله يغفر له" فليس فيه تنقيص له، ولا إشارة إلى ذَنْب، وإنما هي كلمة كان المسلمون يُدَعِّمون بها كلامهم، ونِعْمَت الدِّعامة، وقد سبق في الحديث في "صحيح مسلم": أنها كلمة كان المسلمون يقولونها: افعل كذا، والله يغفر لك، قال العلماء: وفي كل هذا إعلام بخلافة أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما-، وصحة ولايتهما، وبيان صفتها، وانتفاع المسلمين بها. انتهى (٢).

(ثُمَّ اسْتَحَالَتْ)؛ أي: تحوّلت، وانقلبت تلك الذنوب من الصِّغَر إلى


(١) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٥٩ - ١٦٠.
(٢) "شرح النوويّ" ١٥/ ١٦١.