"الكبرى"(٤/ ٣٨٦ و ٣٨٧ و ٥/ ٤٠)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه"(٢٠٣٨٤)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ٨٣ و ١٠٨ و ١٣٠ و ١٤٧ و ١٥٤)، وفي "فضائل الصحابة"(٣٢٠ و ٥١٥ و ٥٧٠)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ١٢٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٦٨٧٨)، و (الفسويّ) في "المعرفة"(١/ ٤٥٥ - ٤٥٦)، و (ابن أبي عاصم) في "السُّنَّة"(١٢٥٦)، و (الطبرانيّ) في "مسند الشاميين"(٣/ ٤٩)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٧/ ٤٩)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة"(٣٨٨٠)، و (ابن عساكر) في "تاريخ دمشق"(٤٤/ ١٢٨ و ١٢٩ و ١٣٠)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان فضيلة عمر -رضي الله عنه-.
٢ - (ومنها): مشروعيّة تعبير الرؤيا، ورعاية المناسبة بين التعبير وما له التعبير.
٣ - (ومنها): أن رؤيا اللبن في المنام تعبيره العلم، كما فسّره به النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث، قال في "الفتح": والمراد بالعلم هنا العلم بسياسة الناس، بكتاب الله تعالى وسُنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واختَصَّ عمر -رضي الله عنه- بذلك؛ لطول مدته بالنسبة إلى أبي بكر، وباتفاق الناس على طاعته بالنسبة إلى عثمان، فإن مدة أبي بكر -رضي الله عنه- كانت قصيرة، فلم يكثر فيها الفتوح التي هي أعظم الأسباب في الاختلاف، ومع ذلك فَسَاسَ عُمَر فيها مع طول مدته الناس بحيث لم يخالفه أحد، ثم ازدادت اتساعًا في خلافة عثمان، فانتشرت الأقوال، واختلفت الآراء، ولم يتفق له ما اتَّفَق لعمر، من طواعية الخلق له، فنشأت مِن ثَمّ الفتن، إلى أن أفضى الأمر إلى قَتْله -رضي الله عنه-، واستُخلف عليّ -رضي الله عنه-، فما ازداد الأمر إلا اختلافًا، والفتن إلا انتشارًا. انتهى (١).
٤ - (ومنها): أن الرؤيا من شأنها أن لا تُحْمَل على ظاهرها، وإن كانت رؤيا الأنبياء من الوحي، لكن منها ما يحتاج إلى تعبير، ومنها ما يُحْمَل على ظاهره.
(١) "الفتح" ٨/ ٣٧٩، كتاب "فضائل الصحابة" رقم (٣٦٨١).