للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأرغفة. (مِنْهَا)؛ أي: من تلك القمص، وهو خبر مقدّم لقوله: (مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ) بضم الثاء المثلثة، وكسر الدال، وتشديد الياء: جمع الثدي، وهو على وزن فَعْل؛ كفلس يُجمع على فُعُول كفلوس، وأصل الثُّدِيّ الذي هو الجمع: ثُدُويٌ، على وزن فُعُول، اجتَمَعت الواو والياء، وسَبَقت إحداهما بالسكون، فأُبدلت الواو ياءً، وأُدغمت الياء في الياء، فصارت ثُدِيّ، بضم الدال، ثم أُبدلت كسرة من ضمة الدال؛ لأجل الياء، فصار ثديًّا، وإلى هذه القاعدة أشار في "الخلاصة" بقوله:

إِنْ يَسْكُنِ السَّابِقُ مِنْ وَاوٍ وَيَا … وَاتَّصَلَا وَمِنْ عُرُوضٍ عَرِيَا

فَيَاءً الْوَاوَ اقْلِبَنَّ مُدْغِمَا … وَشَذَّ مُعْطًى غَيْرَ مَا قَدْ رُسَمَا

وجاء أيضًا: ثِدِيّ، بكسر الثاء أيضًا إتباعًا لِمَا بعدها من الكسرة، وجاء جَمْعه أيضًا على أَثْدٍ، وأصله: أَثْدِيٌ، على وزن أَفْعُل، كيَدٍ تُجْمَع على أَيْدٍ، استُثقلت الضمة على الياء، فحُذفت، فالتقى ساكنان، فحُذفت الياء فصار: أثد. وقال الجوهريّ: الثدي يذكّر ويؤنث، وهي للمرأة والرجل جميعًا، وقيل: يختص بالمرأة، والحديث يردّ عليه. انتهى (١).

و"ما" موصولة في محل الرفع على الابتداء، و"الثُّدِيّ" منصوب؛ لأنه مفعول "يبلغ"، وكذلك إعراب قوله: "ومنها دون ذلك".

ومعنى الحديث: أن القميص قصيرٌ جدًّا، بحيث لا يصل من الحلق إلى نحو السرّة، بل فوقها. قاله في "الفتح" (٢).

(وَمِنْهَا)؛ أي: تلك القمُص، (مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ)؛ أي: أقصرُ، فيكون فوق الثدي، لم ينزل إليه، ولم يَصِلْ به؛ لقلّته، قاله في "العمدة".

وقال في "الفتح": يَحْتَمل أن يريد دونه من جهة السفل، وهو الظاهر، فيكون أطول، وَيحتمل أن يريد دونه من جهة العلو، فيكون أقصر، ويؤيّد الأول ما في رواية الترمذيّ الحكيم من طريق أخرى عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهريّ، في هذا الحديث: "فمنهم من كان قميصه إلى سرّته،


(١) "عمدة القاري" ١/ ١٧٣.
(٢) "الْفَتْحُ" ١٤/ ٤٢٦.