للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عرض، (أَلْحَقُ) بفتح الحاء المهملة، يقال: لحِقته، ولَحِقتُ به أَلْحق، من باب تَعِب لَحَاقًا بالفتح: أدركته، وألحقته بالألف مثله. (نَبِيَّ اللهِ) موسى -عليه السلام-، (فَأُخْبِرَهُ)؛ أي: بفقدان الحوت، و"أُخبر" منصوب بـ "أن" مضمرةً وجوبًا بعد الفاء السببيّة، كما قال في "الخلاصة":

وَبَعْدَ "فَا" جَوَابِ نَفْيٍ أَوْ طَلَبْ … مَحْضَيْنِ "أَنْ" وسَتْرُهُ حَتْمٌ نَصَبْ

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (فَنُسِّيَ) بضمّ النون، وتشديد السين المهملة، مبنيًّا للمفعول؛ أي: أنساه الشيطان، ويَحْتَمِل أن يكون بفتح النون، وتخفيف السين المكسورة، مبنيًّا للفاعل؛ أي: نسي ذِكر فقدانه لموسى -عليه السلام-. (فَلَمَّا تَجَاوَزَا) ذلك المكان، وفي الرواية السابقة: "فانطلقا بقيّة يومهما، وليلتهما، ونسي صاحب موسى أن يخبره، فلما أصبح موسى -عليه السلام- قال لفتاه: آتنا غداءنا". (قَالَ) موسى -عليه السلام- (لِفَتَاهُ) يوشع بن نون -عليه السلام- (آتِنَا غَدَاءَنَا) هو ما يؤكل أول النهار، (لَقَدْ لَقِينَا) بكسر القاف، (مِنْ سَفَرِنَا هَذَا) إشارة إلى السفر الذي وقع بعد مجاوزة الموعد، وهو: مجمع البحرين. (نَصَبًا)؛ أي: تعبًا، وهو منصوب بـ "لقينا"، قال السمين -رحمه الله-: والعامة على فتح النون والصاد، وعبد الله بن عبيد بن عمير بضمّهما، وهما لغتان من لغات أربع في هذه اللفظة. انتهى (١).

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (وَلَمْ يُصِبْهُمْ) هكذا بضمير الجمع، وهو يعود إلى موسى ويوشع، وقد سبق غير مرّة إن إطلاق ضمير الجمع على المثنّى لغة فصيحة، كما في قوله تعالى: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} [الأنبياء: ٧٨] مع أنه قال قبله: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} الآية [الأنبياء: ٧٨].

(نَصَبٌ حَتَّى تَجَاوَزَا) المكان الذي أمرا به. (قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- (فَتَذَكَّرَ) يوشع أمْر الحوت، فـ (قَالَ: أَرَأَيْتَ)؛ أي: أخبرني، قال السمين -رحمه الله-: قال أبو الحسن الأخفش (٢): إن العرب أخرجت "أرأيت" عن معناها بالكلّيّة، فقالوا: أرأيتك، وأريتك بحذف الهمزة إذا كانت بمعنى أخبرني، وإذا كانت بمعنى أبصرتَ لم تُحذف همزتها، وشذّت أيضًا، فألزمتها الخطاب على هذا المعنى، ولا تقول


(١) "الدرّ المصون في علوم كتاب الله المكنون" ٧/ ٥٢١.
(٢) "الدرّ المصون في علوم كتاب الله المكنون" ٧/ ٥٢١.