للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إمام العربية في كتابه الذي هو إمام كُتُب العربية من قوله: زعم الخليل، زعم أبو الخطاب، يريد بذلك القول المحقق، وقد نَقَلَ ذلك جماعات من أهل اللغة وغيرهم، ونقله أبو عمر الزاهد في "شرح الفصيح" عن شيخه أبي العباس ثعلب، عن العلماء باللغة من الكوفيين والبصريين (١).

(أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (صَدَقَ) أي فيما بلّغه إياكم (قَالَ) الرجل (فَمَنْ) استفهاميّة (خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - ("اللهُ) بالرفع على الفاعليّة بفعل مقدَّر دل عليه السؤال، أي خلقها الله (قَالَ) الرجل (فَمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قَالَ: "اللهم)، قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ) أي أَقَامَ ورَفَعَ، يقال: نصبتُ الخشبةَ نَصْبًا، من باب ضرب: أقمتها، ونصبتُ الحجر: رفعته علامةً (٢) (هَذ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟) أي من أنواع الأشجار والأحجار، وغير ذلك (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (اللهُ) أي نصبها الله وجعل فيها (قَالَ) الرجل (فَبِالَّذِي) الباء للقسم متعلّق بفعل محذوف، أي أُقْسِمُ بالله الذي (خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، آللهُ أَرْسَلَكَ؟) بمدّ همزة "آلله"، وأصله أالله (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (نَعَمْ) أي أرسلني الله تعالى (قَالَ) الرجل (وَزَعَمَ) أي قال" (رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ) بنصب "خمسَ" على أنه اسم "أنّ"، وخبرها الجارّ والمجرور قبله (فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا) متعلّق بصفة لـ "خمس"، أو حال منه، أو بدل من الجارّ والمجرور قبله، أو متعلّق بخبر لمبتدإ محذوف، أي ذلك كائن في يومنا وليلتنا (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (صَدَقَ) الرسول (قَالَ) الرجل (فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟) أي: بكون الصلوات الخمس واجبة علينا في يومنا وليلتنا (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (نَعَمْ، قَالَ) الرجل (وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً) بالنصب، اسم "أنّ" مؤخرًّا (فِي أَمْوَالِنَا) متعلّق بصفة لـ "زكاةً" (قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (صدَقَ، قَالَ (الرجل (فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ) - صلى الله عليه وسلم - (نَعَمْ، قَالَ) الرجل (وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا) متعلّق بـ "صوم"


= أرأيت مَنْ قُتِل في سبيل الله، فهل ذلك مكفر عنه خطاياه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم إذا قُتِل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر، إلَّا الدَّين، فإنه مأخوذ به، كما زعم لي جبريل".
(١) "شرح النوويّ" ١/ ١٧٠.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٦٥٧.