أصحابه أَبَدّ بصره إليّ، حتى نظر إليّ القومُ جميعًا، فخَجِلت، فقال:"أرسل إلينا أبو طلحة؟ " فقلت: نعم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا"، قال: فقام الناس معه، فانطلقت أسعى إلى أبي طلحة، فأخبرته الخبر، فقام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله إنما جعلت شيئًا لك، لا يَسَعُهم، فقال:"سَيَسَعُهم إن شاء الله"، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدعا بالبركة، ثم قال:"ائذن لعشرة"، قال: فدخلوا، فأكلوا حتى اكتفَوْا، ثم خرجوا، فقال:"ائذن لعشرة آخرين"، فدخل عشرة، فأكلوا حتى اكتفوا جميعًا، ثم أخذ ما بقي، فجمعه، ثم دعا فيه بالبركة، فعاد لِما كان، فقال:"دونكم هذا".
قال: لم يَرْوِ هذا الحديث عن سعد بن سعيد إلا يحيى بن سعيد الأموي. انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: قوله: "لم يرو هذا الحديث. . . إلخ" الظاهر أنه يريد هذا السياق، لا أصل الحديث، فقد تقدّم في الرواية السابقة أن عبد الله بن نمير رواه عن سعد، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٥٣٠٨](. . .) - (وَحَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أَمَرَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ أَنْ تَصْنَعَ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - طَعَامًا لِنَفْسِهِ خَاصَّةً، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَقَال فِيهِ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ، وَسَمَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ"، فَأَذِنَ لَهُمْ، فَدَخَلُوا، فَقَالَ:"كُلُوا، وَسَمُّوا اللهَ"، فَأكَلُوا، حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ بِثَمَانِينَ رَجُلًا، ثُمَّ أَكَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ ذَلِكَ، وَأهْلُ الْبَيْتِ، وَتَرَكُوا سُؤْرًا).
رجال هذا الإسناد: ستة:
١ - (عَمْرٌو النَّاقِدُ) هو: عمرو بن محمد بن بُكير، تقدّم قبل باب.
٢ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ) هو: عبد الله بن جعفر بن غيلان، أبو عبد الرحمن القرشيّ مولاهم، ثقةٌ، لكنه تغيَّر بآخره، فلم يفحش اختلاطه [١٠](ت ٢٢٠)(ع) تقدم في "البيوع" ٢٢/ ٣٩٥٤.