للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الهجرتين جمعًا، ثم شهد بدرًا، ومات بالمدينة في حياة رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنة تسع، وصلى عليه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المسجد.

ورَوَى سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جُدْعان، عن أنس بن مالك قال: كان أسنّ أصحاب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أبو بكر، وسهيل ابن بيضاء، ذكره في "الاستيعاب" (١).

وقوله: (مِنْ مَزَادَةٍ) هي شطر الراوية، وهي بفتح الميم، والقياس كسرها؛ لأنه آلة يُستقَى بها الماءُ، وجمعها مَزَايدُ، وربَّما قيل: مَزَادٌ بغير هاء، والْمَزَادة مَفْعَلَةٌ، من الزاد؛ لأنه يَتَزَوَّد فيها الماءَ، قاله الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ - (٢).

وقال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: قد تكرّر ذكر المزادة في غير موضع من الحديث، وهو الظرف الذي يُحمَل في الماء، كالراوية، والْقِرْبة، والسَّطِيحة، والجمع: المزاود، والميم زائدة. انتهى (٣).

وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: "المزادة": الراوية، أو لا تكون إلَّا من جِلْدَين تُفْأم بثالث بينهم لتتسع، جمعه مَزَادٌ، ومَزَايِدُ. انتهى.

وقال المرتضى في "شرحه": قوله: "والمَزَادَةُ: الرَّاوِيَةُ": قال شيخُنا: وإِطلاقُ المَزَادَة على الرَّاوِية، وبالعكس إِنما هو مَجازٌ في الأَصحّ، قالوا: سُمِّيَت رَاوِيَةً مجازًا للمُجاورة؛ إِذ الرَّاوِيَةُ هي الدَّابَّة التي تَحْمِلُها، وهو الذِي جَزَم به في "المفْتَاح"، وزَعم طائفةٌ من أَهلِ اللُّغَة، منهم أَبو منصور أَن عَيْنَ المَزادَةِ واوٌ، وأَنَّهَا من الزَّوْد، وبه جَزَمَ صاحبُ "المِصْباحِ"، وأَوردَه صاحبُ "اللسان" في الواو والياء، وهو وَهَمٌ. قال الخَفَاجِيُّ في "شرح الشفاءِ": هي من الزيادة؛ لأَنه يُزادُ فيها جِلْدٌ ثالثٌ كما قاله أبو عُبَيْدَةَ، لا من الزَّادِ كما تُوْهِّم، وقال السيد في "شرح المفتاح": ومن فَسَّرَ المزادةَ بما جُعِل فيها الزّادُ فقدْ سَهَا.

وقوله: "أَو المَزَادة لا تكون إِلَّا من جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بثالثٍ بينهما لِتَتَّسِعَ"،


(١) "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ٢/ ٦٦٧ - ٦٦٨.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٦٠.
(٣) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ص ٨٦٨.