للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال في "الإصابة": هُزَيلة بنت الحارث بن حَزْن الهلالية، أخت ميمونة أم المؤمنين، قيل: هي أم حُفيد الآتية في الكنى، قاله أبو عمر، قال: وكانت نَكَحَت في الأعراب، وهي التي أهدت الضِّباب، وروى حديثها سليمان بن يسار وغيره عن ميمونة، وقد أخرجه مالك في "الموطأ" عن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة، عن سليمان بن يسار، قال: دخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بيت ميمونة بنت الحارث، فإذا بضباب، ومعه عبد الله بن عباس، وخالد بن الوليد، فقال: "من أين لكم هذا؟ " قالت: أهدته إليّ أختي هُزيلة بنت الحارث، فقال لعبد الله وخالد: "كُلا"، فقالا: ألا تأكل؟ قال: "إني يحضرني من الله حاضر"، وأصل الحديث في "الصحيحين" من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قالت: "أهدت خالتي أم حُفيد بنت الحارث إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - سمنًا، وأَقِطًا، وضِبابًا، فدعا بهنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُكلن على مائدته. . ." الحديث، وأخرجه أبو داود وغيره من رواية عُمر بن حرملة، عن ابن عباس، فوقع في مسند ابن أبي عمر العدنيّ من هذا الوجه، بلفظ: أم عُتيق بعين مهملة، بدل الحاء المهملة، وقاف في آخره بدل الدال، والمعروف أم حُفيد، والله أعلم. انتهى (١).

وقوله: (مِنْ نَجْدٍ) - بفتح، فسكون - البلد المعروف، قال الفيّوميّ - رحمه الله -: النَّجْدُ: ما ارتفع من الأرض، والجمع: نُجُودٌ، مثل فَلْس وفُلُوس، وبالواحد سُمِّي بلاد معروفة من ديار العرب، مما يلي العراق، وليست من الحجاز، وإن كانت من جزيرة العرب، قال في "التهذيب": كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى على سواد العراق فهو نَجْدٌ إلى أن تميل إلى الْحَرّة، فإذا مِلت إليها فأنت في الحجاز، وقال الصغانيّ: كلّ ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نَجْدٌ. انتهى (٢).

وقوله: (وَكَانَ قَلَّمَا يُقَدَّمُ إِلَيْهِ طَعَامٌ. . . إلخ) "ما" في "قلّما" كافّة كفّت "قَلَّ" عن طلب الفاعل، كما "طال ما"، و"كثُر ما"، وزاد بعضهم "قصُر ما"، فهذه الأفعال لا فاعل لها، كالتوكيد اللفظيّ في "قام قام"، وكـ "كان" الزائدة، ذكره الأمير في "حاشيته على مغني اللبيب"، وقد نظمت ذلك بقولي:


(١) "الإصابة في تمييز الصحابة" ٨/ ١٤٧.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٣.