للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هريرة - رضي الله عنه - بسند رجاله ثقات، كما قال في "الإصابة" (١).

وقوله أيضًا: (أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: سَيْفُ اللهِ أَخْبَرَهُ) هذا صريح في كون الحديث من مسند خالد بن الوليد - رضي الله عنه -، وقد تقدّم وجه الجمع بينه وبين الرواية السابقة، وخلاصته أن ابن عباس - رضي الله عنهما - كان حاضرًا للقصة في بيت خالته ميمونة - رضي الله عنها -، كما صرَّح به في الرواية الماضية، وكأنه استثبت خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في شيء منه؛ لكونه الذي كان باشر السؤال عن حكم الضب، وباشر أكله أيضًا، فكان ابن عباس - رضي الله عنهما - ربما رواه عنه، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَهِيَ خَالَتُهُ، وَخَالَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ) يعني: أنها خالة لخالد بن الوليد، وخالة لابن عباس، فإن أم خالد لبابة الصغرى، وأم ابن عباس لبابة الكبرى، وميمونة وأم حُفيد كلهنّ أخوات، والدهنّ الحارث بن حَزْن بن بُجير بن الْهُزَم بن رويبة بن عبد الله.

وقوله: (ضَبًّا مَحْنُوذًا)؛ أي: مشويًّا، وقيل: المشويّ على الرَّضْف (٢)، وهي الحجارة الْمُحمّاة.

وقال في "العمدة": قوله: "محنوذًا"؛ أي: مشويًّا، قال الله - عز وجل - {جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود: ٦٩]؛ أي: مشويّ، يقال: حنذتُ الشاةَ أَحْنِذها حَنْذًا (٣)؛ أي: شويتها، وجعلت فوقها حجارة مُحماة؛ لتُنضجها فهي حَنِيذ. انتهى (٤).

وقوله: (حُفَيْدَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ) وفي الرواية الأخرى: "أم حُفَيد"، وفي بعض النسخ: "أم حفيدة" بالهاء، وفي بعضها في رواية أبي بكر بن النضر: "أم حُميد"، وفي بعضها: "حُميدة"، وكله بضم الحاء، مصغرًا، قال القاضي عياض وغيره: والأصوب، والأشهر: "أم حُفيد" بلا هاء، واسمها هُزيلة، وكذا ذكرها ابن عبد البرّ وغيره في الصحابة، والله أعلم. انتهى (٥).


(١) راجع: "الإصابة في تمييز الصحابة" ٢/ ٢١٦.
(٢) الرَّضْف بالفتح: هي الحجارة المحمّاة، واحدها رَضْفة؛ كتمر وتمرة.
(٣) من باب ضرب.
(٤) راجع: "عمدة القاري" ٢١/ ٣٩.
(٥) "شرح النوويّ" ١٣/ ٩٩ - ١٠٠.