للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"مسنده" (٢/ ٢٢٩ و ٢٧٥ و ٥٠٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٤٣٣٧ و ٤٣٣٨)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (١١/ ٢٣٠)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (٤/ ٥٢ - ٥٣)، و (ابن الأعرابيّ) في "معجمه" (٤/ ٣٣٦)، و (الطبرانيّ) في "مسند الشاميين" (٤/ ٢٨٧)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (١٠/ ٤٤) و"المعرفة" (٧/ ٣١٤)، و (البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (٧٩)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان أن من حلف، فقال في حلفه: إن شاء الله فقد استثنى، فله استثناؤه.

٢ - (ومنها): أنه إذا حلف رجل، ولم يستثن، فقال له آخرُ، مذكّرًا: قل: إن شاء الله، فقال ذلك، هل يكون ذلك استثناء صحيحًا، أم لا؟، والظاهر نعم.

٣ - (ومنها): أن فيه فضل فعل الخير، وتعاطي أسبابه، وأن كثيرًا من المباح، والملاذّ يصير مستحبًّا بالنيّة والقصد.

٤ - (ومنها): استحباب الاستثناء لمن قال: سأفعل كذا، وأن إتباع المشيئة اليمين يرفع حكمها، وهو متّفق عليه بشرط الاتّصال.

٥ - (ومنها): أن الاستثناء لا يكون إلا باللفظ، ولا تكفي فيه النيّة، وهو اتّفاق، إلا ما حُكي عن بعض المالكيّة.

٦ - (ومنها): ما خُصّ به الأنبياء عليهم السلام من القوّة على الجماع الدّالّ ذلك على صحّة البِنْية، وقوّة الفُحُوليّة، وكمال الرجوليّة، مع ما هم فيه من الاشتغال بالعبادة والعلوم، وقد وقع لنبيّنا -صلى الله عليه وسلم- من ذلك أبلغ المعجزة؛ لأنه مع اشتغاله بعبادة ربّه، وعلومه، ومعالجة الخلق، كان متقلّلًا من المآكل، والمشارب المقتضية لضعف البدن على كثرة الجماع، ومع ذلك فكان يطوف على نسائه في ليلة بغسل واحد، وهنّ إحدى عشرة امرأة، وقد تقدّم هذا في "كتاب الغسل". ويقال: إن كلّ من كان أتقى لله، فشهوته أشدّ؛ لأن الذي لا يتّقي يتفرّج بالنظر، ونحوه.

٧ - (ومنها): ما قاله بعض السلف: نبّه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث على آفة التمنّي، والإعراض عن التفويض، قال: ولذلك نسي الاستثناء؛ ليمضي فيه القدر.