للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اعتمادًا على عِلْمه وفَهْمه؛ ليتوصَّلَ إلى معرفتها بالاجتهاد، ولو كان السائل ممن لا فَهْمَ له لَبَيَّنَ له البيان الشافي.

قال: وإن الله تعالى أنزل في الكلالة آيتين: إحداهما في الشتاء، وهي التي في أول "سورة النساء"، وفيها إجمالٌ، وإبهامٌ لا يكاد يتبيّن المعنى من ظاهرها، ثم أنزل الآية التي في آخر "النساء" في الصيف، وفيها زيادة بيان. انتهى (١).

ودلّ هذا الحديث على أن آخر آية من "سورة النساء" نزلت في فصل الصيف، وقد ذكر يحيى بن آدم بلاغًا أنها نزلت في الصيف، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتجهّز إلى مكة (٢).

(فَقَالَ) -صلى الله عليه وسلم-، وفي نسخة: "وقال" ("يَا عُمَرُ ألَا) أداة تحضيض (تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ)؛ أي: الآية التي نزلت في فصل الصيف، وهو أحد الفصول الأربعة المشهورة في السنة، وقد تقدّم بيانها بالتفصيل في "كتاب الصلاة".

وقال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: إنما أحاله على النظر في هذه الآية؛ لأنه إذا أمعن النظر فيها عَلِم أنها مخالفة للآية الأولى في الورثة، وفي القسمة، فيتبيّن من كلّ آية معناها، ويُرتَّب عليها حكمها، فيزول الإشكال. انتهى (٣).

(الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ؟ ")؛ يعني: قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} الآية [النساء: ١٧٦].

(وَإِنِّي إِنْ أَعِشْ) بفتح أوله، وكسر ثانيه، مِنْ عاش يعيش، يقال: عاش يَعيش عيَشًا، كسار يسير سيرًا: صار ذا حياة، فهو عائشٌ، والأنثى عائشة، وعيّاشٌ أيضًا مبالغةٌ (٤)، وقوله: (أَقْضِ) مجزوم على أنه جواب الشرط؛ أي: أحكم، يقال: قضيتُ بين الخصمين، وعليهما: أي: حكمت (٥). (فِيهَا)؛ أي:


(١) "المفهم" ٢/ ١٧٢.
(٢) راجع: "أحكام القرآن" للجصّاص رحمهُ اللهُ ٢/ ١٠٥.
(٣) "المفهم" ٤/ ٥٧٢ - ٥٧٣.
(٤) "المصباح" ٢/ ٤٤٠.
(٥) "المصباح المنير" ٢/ ٥٠٧.