للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

١ - (منها): بيان فضيلة عيادة المريض، واستحباب المشي فيها.

٢ - (ومنها): أن فيه التنبيه على بساطة عشرة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وعدم تكلّفه فيها، وقد ورد في رواية أخرى أخرجها البخاريّ عن جابر -رضي الله عنه-، بلفظ: "جاءني النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يعودني ليس براكب بغل، ولا برذون".

٣ - (ومنها): بيان التبرك بآثار النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأما ما قاله النوويّ رحمهُ اللهُ من أن فيه التبرّك بآثار الصالحين، وفضل طعامهم وشرابهم، ونحوهما، وفضل مؤاكلتهم، ومشاربتهم، ونحو ذلك، ففيه نظر لا يخفى؛ لأن هذا خاصّ بالنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، بدليل أن الصحابة والتابعين كانوا أشدّ الناس حبًّا لأبي بكر -رضي الله عنه-، وكذا لبقيّة الخلفاء الراشدين، وأكابر الصحابة -رضي الله عنهم-، إلا أنه لم يُنقل عنهم التبرك بآثارهم، فلو كان غير خاصّ به -صلى الله عليه وسلم-، لَمَا أطبقوا على تركه، فليُتبصّر، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

٤ - (ومنها): أن فيه ظهورَ بركة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما باشره أو لمسه، وكم له منها وكم؟! قال القرطبيّ: وقد ذكرنا من ذلك جملة صالحة في كتاب "الإعلام بمعجزات النبي عليه الصلاة والسلام" (١).

٥ - (ومنها): ما قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: فيه دليل على جواز المداواة، ومحاولة دفع المرض بما يُرجى فائدته، وخصوصًا بما يرجع إلى التَّبَرُّك بما عظّمه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- (٢).

٦ - (ومنها): ما قاله النوويّ رحمهُ اللهُ: استَدَلَّ أصحابنا -يعني الشافعيّة- وغيرهم بهذا الحديث على طهارة الماء المستعمل في الوضوء والغسل ردًّا على أبي يوسف القائل بنجاسته، وهي رواية عن أبي حنيفة، قال: وفي الاستدلال به نظرٌ؛ لأنه يَحْتَمِل أنه صبَّ من الماء الباقي في الإناء، ولكن قد يقال: البركة العظمى فيما لاقى أعضاءه -صلى الله عليه وسلم- في الوضوء، والله أعلم. انتهى.

قال الجامع عفا الله عنه: تقدّم أن الأرجح أنه -صلى الله عليه وسلم- صبّ عليه مما استعمله في أعضائه الشريفة، فالاستدلال به واضح، وهذه المسألة قد استوفيت البحث فيها في "كتاب الطهارة"، فارجع إليه، تستفد علمًا، وبالله تعالى التوفيق.


(١) "المفهم" ٤/ ٥٧٠.
(٢) "المفهم" ٤/ ٥٧٠.