للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الفيّوميّ: غُشِيَ عليه بالبناء للمفعول غَشْيًا بفتح الغين، وضمُّها لغة، والْغَشْيَةُ بالفتح: المرّةُ، فهو مَغْشي عليه، ويقال: إن الْغَشْي يُعَطِّلُ الْقُوَى المحَرِّكة، والأَوْرِدة الْحَسَّاسَة؛ لضعف القلب بسبب وَجَعٍ شديدٍ، أو بَرْد، أو جُوعٍ مُفْرط، وقيل: الْغَشْيُ: هو الإغماءُ، وقيل: الإغماء: امتلاء بُطُون الدماغ من بَلْغَمٍ باردٍ غَلِيظٍ، وقيل: الإغماءُ سَهْوٌ يَلْحَقُ الإنسانَ مع فُتُور الأعضاء لعلّةٍ. انتهى (١).

(وَرَأْسُهُ فِي حَجْرِ امْرَأَةٍ) جملة في محلّ نصب على الحال، و"الْحِجْرُ" بفتح الحاء المهملة، وكسرها لغتان، قاله ابن الأثير رحمه الله تعالى: "الْحِجْرُ" - بالفتح والكسر -: الثوبُ، والْحِضْنُ، والمصدر بالفتح لا غير، وقال أيضًا في تفسير قول عائشة - رضي الله عنها -: "هي اليتيمة تكون في حجر وليّها": يجوز أن يكون من حِجْر الثوب، وهو طرفه الْمُقَدَّم؛ لأن الإنسان يُرَبّي وَلَدهُ في حَجْره. انتهى (٢).

وقال الفيّوميّ: وحَجْرُ الإنسان بالفتح، وقد يُكسر: حِضْنُهُ، وهو ما دون إبطه إلى الْكَشْح. انتهى (٣).

وقوله: (مِنْ أَهْلِهِ) بيان لـ "امرأة" (فَصَاحَتِ امْرَأةٌ مِنْ أَهْلِهِ) أي رفعت صوتها بالبكاء، وفي الرواية التالية من طريق أبي صخرة عن عبد الرحمن بن يزيد، وأبي بردة: "وأقبلت امرأته أم عبد الله، تَصِيح برَنَّة … "، وللنسائيّ من طريق يزيد بن أوس، عن أم عبد الله امرأةِ أبي موسى، عن أبي موسى، فذكر الحديث دون القصّة، ولأبي نُعيم في "مستخرجه" من طريق ربعيّ، قال: "أُغمي على أبي موسى، فصاحت امرأته بنتُ أبي دومة".

قال الحافظ رحمه الله تعالى: فحصلنا على أنها أمّ عبد الله بنت أبي دومة، وأفاد عُمر بن شَبّة في "تاريخ البصرة" أن اسمها صفيّة بنت دومون، وأنها والدة أبي بردة بن أبي موسى، وأن ذلك وقع حيث كان أبو موسى أميرًا على البصرة من قِبَل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. انتهى (٤).

(فَلَمْ يَسْتَطِعْ) أبو موسى - رضي الله عنه - (أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهَا شَيْئًا) أي من الإنكار على


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨.
(٢) "النهاية" ١/ ٣٤٢.
(٣) "المصباح" ١/ ١٢١ - ١٢٢.
(٤) "الفتح" ٣/ ١٩٧.