٥ - (ومنها): أن صحابيّه - رضي الله عنه - من مشاهير الصحابة - رضي الله عنهم -، ذو مناقب جمّة، أمّره عمر، ثم عثمان - رضي الله عنهم -، وهو أحد الحكمين بصفّين، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
عن الْقَاسِم بْنِ مُخَيْمِرَةَ - بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، مصغّرًا - (قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى) قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، وقوله؛ (قَالَ) تفسير لـ "حدّثني"(وَجِعَ) بفتح الواو، وكسر الجيم - من باب تَعِبَ: أي مرض (أَبُو مُوسَى) الأشعريّ عبد الله بن قيس - رضي الله عنه -، وقوله:(وَجَعًا) منصوب على أنه مفعول مطلقٌ.
[فائدة]: قال الفيّوميّ رحمه الله تعالى: وَجِعَ فلانًا رأسُهُ أو بطنُهُ، يُجعلُ الإنسان مفعولًا، والعضو فاعلًا، وقد يجوز العكسُ، وكأنه على القلب لفهم المعنى، يَوْجَعُ وَجَعًا، من باب تَعِبَ، فهو وَجِعٌ: أي مَرِيضٌ متألِّمٌ، ويقع الْوَجَعُ على كلّ مرضٍ، وجمعه أوجاعٌ، مثلُ سَبَب وأسباب، ووِجَاعٌ أيضًا بالكسر، مثلُ جَبَل وجبال، وقومٌ وَجِعُونَ، وَوَجْعَى، مثلُ مَرْضَى، ونساءٌ وَجِعَات، ووَجَاعَى، وربّما قيل: أوجعه رأسُهُ با لألف، والأصلُ: وَجِعَهُ ألمُ رأسه، وأوجعه ألمُ رأسه، لكنّه حُذف للعلم به، وعلى هذا، فيقال: فلانٌ مَوْجُوعٌ، والأجودُ: مَوْجُوعُ الرأس، وإذا قيل: زيدٌ يَوْجَعُ رأسَهُ بحذف المفعول انتصب الرأسُ، وفي نصبه قولان: قال الفرّاءُ: وَجِعْتَ بَطنَكَ، مثلُ رَشِدتَ أمرَكَ، فالمعرفة هنا في معنى النكرة، وقال غير الفرّاء: نُصِبَ البطنُ بنزع الخافض، والأصلُ وَجِعْتَ من بطنك، ورَشِدتَ في أمركَ؛ لأن المفسِّرَات عند البصريين لا تكون إلا نكرات، وهذا على القول بجعل الشخص مفعولأ واضحٌ، أما إذا جُعِل الشخص فاعلًا، والعضوُ مفعولًا، فلا يَحتاج إلى هذا التأويل. انتهى كلام الفيّوميّ (١).
(فَغُشِيَ عَلَيْهِ) بالبناء للمفعول: أي أُغمي عليه، قاله ابن الأثير، وقال