للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خالص الشيء، وما صفا منه، وفي "المصباح": صَفْوُ الشيء بالفتح: خالصه، والصِّفْوة بالهاء، والكسر مثله، وحُكي التثليث. انتهى (١). (وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ) أي: لا يوجد فيها ما عند هؤلاء من متاع الدنيا، وفيه جواز نظر الإنسان إلى نواحي بيت صاحبه، وما فيه إذا عَلِمَ أنه لا يكره ذلك، وبهذا يُجمَع بين ما وقع لعمر - رضي الله عنه - هنا، وما بين ما ورد من النهي عن فُضُول النظر، أشار إليه النوويّ رحمه اللهُ. (فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("يَا ابْنَ الْخَطَّابِ) وفي رواية للبخاريّ في "النكاح": "فجلس النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان متّكئًا، فقال: أوَ في شكّ أنت يا ابن الخطّاب؟ والمعنى: أأنت في شكّ في أن التوسّع في الآخرة خير من التوسّع في الدنيا؟ وهذا يُشعر بأنه - صلى الله عليه وسلم - ظنّ أنه بكى من جهة الأمر الذي كان فيه، وهو غضب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على نسائه حتى اعتَزَلهنّ، فلما ذكر له من أمر الدنيا أجابه بما أجابه به، قاله في "الفتح" (٢).

(أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الْآخِرَةُ، وَلَهُمُ) أي: لقيصر، وكسرى، وأتباعهما (الدُّنْيَا؟ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: وَدَخَلْتُ عَلَيْهِ حِينَ دَخَلْتُ، وَأَنَا أَرَى فِي وَجْهِهِ الْغَضَبَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا) استفهاميّة؛ أي: أيُّ شيء (يَشُقُّ عَلَيْكَ مِنْ شَأْنِ النِّسَاءِ؟) وفي بعض النسخ: "من أمر النساء" (فَإِنْ كنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ) فلا حرج عليك، ولا مشقّة عليك، ثم علّل ذلك بقوله: (فَإِنَّ اللهَ مَعَكَ) وقوله: (وَمَلَائِكَتَهُ) وما بعده يَحتَمِل أن يكون مرفوعًا، على الابتداء، خبره: "معك" الآتي، أو هو معطوف على المحلّ، ويَحْتَمل أن يكون منصوبًا عطفًا على لفظ الجلالة، ويكون "معك" الآتي توكيدًا للأول، وإلى ما ذكرته أشار ابن مالك في "الخلاصة" حيث قال:

وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوفًا عَلَى … مَنْصُوبِ "إِنَّ" بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلَا

(وَجبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ مَعَكَ) قال عمر - رضي الله عنه -: (وَقَلَّمَا تَكَلَّمْتُ) وقوله: (وَأَحْمَدُ اللهَ) جملة معترضة بين العامل ومعموله، وهو: (بِكَلَامٍ) متعلّق بـ"تكلّمتُ" (إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ اللهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الَّذِي أَقُولُ)


(١) راجع: "القاموس" ٤/ ٣٥٢، و"المصباح" ١/ ٣٤٣.
(٢) "الفتح" ١١/ ٦١٦.