للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النوويّ (١). (وَهُوَ جِذْعٌ) بكسر الجيم، وسكون الذال المعجمة: هو ساق النخلة، جمعه جُذُوعٌ، وأجذاعٌ (٢). (يَرْقَى) بفتح أوله، وثالث، مضارع رَقِي، كرضِيَ يَرْضَى؛ أي: يصعد عليه (عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَيَنْحَدِرُ) أي: ينزل عليه (فَنَادَيْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) فيه جواز اتخاذ الحاكم عند الخلوة بوّابًا يمنع من الدخول إليه بغير إذنه، ولا يعارض هذا ما أخرجه الشيخان من حديث أنس - رضي الله عنه - في قصّة المرأة التي وعظها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فلم تعرفه، ثم جاءت إليه تعتذر، فلم تجد عنده بوّابًا … الحديث؛ لأنه محمول على الأوقات التي يجلس فيها للناس، كما قاله في "الفتح" (فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْغُرْفَةِ) أي: استئذانًا من النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا) أي: فلم يردّ عليّ شيئًا، لا إذنًا، ولا منعًا، وفي الرواية الآتية: "فقلت: استأذن لعمر، فدخل، ثم خرج إليّ، فقال: قد ذكرتك له، فصَمَتَ"، قال في "الفتح": يَحْتَمل أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائمًا، أو ظنّ أن عمر جاء يستعطفه على أزواجه؛ لكون حفصة ابنته منهن. انتهى. (ثُمَّ قُلْتُ:) أي: بعد ذهابه، ورجوعه، ففي الرواية الآتية: "فانطلقت، حتى انتهيتُ إلى المنبر، فجلست، فإذا رهط جُلُوسٌ، يبكي بعضهم، فجلست قليلًا، ثم غلبني ما أجد، ثم أتيت الغلام، فقلت: استأذن لعمر" (يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إِلَى الْغُرْفَة، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا) وفي الرواية الآتية: "فدخل، ثم خرج إليّ، فقال: قد ذكرتك له، فصَمَتَ، فولّيتُ مدبرًا، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل، فقد أَذِنَ لك" (ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي) أي: حتى يسمع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وفيه جواز تكرار الاستئذان إذا رجا صاحبه الإذن (فَقُلْتُ: يَا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لِي عِنْدَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَإِنِّي أَظُن أَن رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِنْ أَجْلِ حَفْصَةَ) يعني أنه إنما لم يأذن له لظنه أنه إنما جاء من أجل حفصة ابنته، فشقّ عليه الإذن (وَاللهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِضَرْب عُنُقِهَا لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، فَأَوْمَأَ) أي: أشار رباح (إِلَيَّ أَنِ ارْقَهْ) "أَي" مصدريّة؛ أي: بالرُّقِيّ، و"ارقه" فعل أمر من رَقِيَ يَرْقَى، والهاء للسكت، قيل: ويَحتمل أن تكون ضميرًا عائدًا إلى الجذع.


(١) "شرح النوويّ" ١٠/ ٨٣.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٩٤.