للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* واختلفوا في أمهاتِ الزوجاتِ هل يحرمْنَ بالعَقْدِ أو بالدخول؟

- فذهب جمهورُ أهل العلم من كافة فُقهاء الأمصار إلى أنها تحرم بالعَقْدِ على البنت.

- وذهب قومٌ إلى أنها لا تحرمُ إلا بالدخول؛ كالبنت.

قيل: ويروى عن عليٍّ وابنِ عباسٍ من طرق ضعيفة (١).

وظنَّ بعضُ المتأخرين (٢) أن منشأ اختلافِ الفريقين هو الأصلُ المشهورُ في الصفة إذا تعقبت جُملًا عُطِفَ بعضُها على بعض، هل يعود إلى الجميع، أو يختصُّ بالأخيرة؟ واعتقد (٣) أن قوله تعالى: {اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: ٢٣] عائدٌ إلى الجميع على قول، وغير عائد على قول، وليس كذلك، بل تقييد الصفة خاصٌّ بالربائب (٤).


(١) ويروي عن جابر بن عبد الله وزيد بن ثابت، وهو قول مجاهد وابن الزبير. انظر: "معالم التنزيل" للبغوي (٥/ ١٠٦)، و"أحكام القرآن" للجصاص (٣/ ٦٩)، و"الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٥/ ١٠٦)، و"الحاوي" للماوردي (٩/ ٢٠٦) ..
(٢) لعله يقصد ابن رشد حيث ذكر ذلك في "بداية المجتهد" (٢/ ٢٥) وقال: ومبنى الخلاف، ثم ذكره، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٥/ ١٠٦)، و"تفسير ابن كثير" (١/ ٤٧١).
(٣) في "ب": "فاعتقد".
(٤) قال البيضاوي في "تفسيره" (٢/ ١٦٦): و {مِنْ نِسَائِكُمُ} متعلق بربائبكم، و {اللَّاتِي} بصلتها صفة لها مقيدة للفظ والحكم بالإجماع قضية للنظم، ولا يجوز تعليقها بالأمهات أيضًا؛ لأن (من) إذا علقتها بالربائب كانت ابتدائية، وإذا علقتها بالأمهات لم يجز ذلك، بل وجب أن يكون بيانا لـ {نِسَائِكُمُ}، والكلمة الواحدة لا تحمل على معنيين عند جمهور الأدباء، اللهم إلا إذا جعلتها للاتصال؛ كقوله: إذا حاولت في أسد فجورًا فإني لست منك ولست مني، على معنى: أن أمهات النساء وبناتهن متصلات بهن، لكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فرق بينهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>