عبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن معاذ، وغيرهما، كان محموداً ثقة عاقلاً، روى له مسلم في "صحيحه"، له عدة غرائب، منها: أنه يجوز التقليد في العقائد والعقليات، وخالف في ذلك العلماء كافة. انظر:"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٥/ ٣١٢)، و"الثقات" لابن حبان (٧/ ١٤٣)، و"تهذيب الأسماء واللغات"(١/ ٢٨٩).
١١٦ - عَبيدة بن عمرو السَّلْماني -وسلمان جدهم- المرادي الكوفي، الفقيه، أحد الأعلام، أسلَم في عام فتح مكة بأرض اليمن، ولا صحبة له، وقد برع في الفقه، وكان ثبتاً في الحديث، وكان أحد أصحاب عبد الله بن مسعود الذين يُقرئون ويفتون، وكان أعور، قال الشعبي: كان عبيدة يوازي شريحاً في القضاء. مات سنة (٧٢ هـ) على الصحيح. انظر:"الطبقات الكبرى"(٦/ ٩٣)، و"تاريخ بغداد"(١١/ ١١٧)، و"سير أعلام النبلاء"(٤/ ٤٠).
١١٧ - عثمان بن جني، أبو الفتح الموصلي النحوي، الإمام الأوحد البارع، من أحذق أهل الأدب وأعلمهم بالنحو والتصريف، قرأ على الشيخ أبي علي الفارسي، ولازمه أربعين سنة سفراً وحضراً، وقد صنّف كتباً جليلة، من أجلها "الخصائص"، وكان المتنبي يقول:"ابن جني أعرف بشعري مني"، مات سنة (٣٨٢ هـ). انظر:"معجم الأدباء"(١٢/ ٨١)، و"إنباه الرواة"(٢/ ٣٣٥)، و"يتيمة الدهر"(١/ ٨٩)، و"البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة"(١٤١)، و "بغية الوعاة"(٢/ ١٣٢).
١١٨ - عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن قصي بن كلاب، أبو عبد الله القرشي الأسدي المدني، الإمام، عالم المدينة، روى عن أبيه يسيراً، وعن غيره من الصحابة، وتفقه بخالته عائشة، وكان عالماً بالسيرة، حافظاً ثبتاً، وكان يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف، ويقوم به في الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وقع فيها الآكلة فنشرها. مات سنة (٩٤ هـ). انظر:"حلية الأولياء"(٢/ ١٧٦)،و"تهذيب الكمال"(٢٠/ ١١)، و"تذكرة الحفاظ"(١/ ٦٢).
١١٩ - عطاء بن أبي رباح، أبو محمد بن أسلم القرشي مولاهم، المكي الأسود، مفتي أهل مكة ومحدثهم، القدوة العلم، ولد في خلافة عثمان، وقيل في خلافة عمر، وهو أشبه، وقد كان أسود مفلفلاً، فصيحاً كثير العلم، وكان المسجد فراشه عشرين سنة، وكان من أحسن الناس صلاة، قال فيه ابن عباس: يا أهل! مكة تجتمعون عليَّ وعندكم عطاء؟!، مات سنة (١١٤ هـ) على الأصح بمكة، ومناقبه في العلم والزهد