للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكي عن الليث بن سعد (١): (أنه إذا طبخ) (٢) العظم حتى خرج دهنه طهر.

إذا وجد شعرًا، ولم يدر أنه شعر حيوان مكول، أو غير مأكول، من أصحابنا: من حكي فيه وجهين، وبناهما على أن حكم الأشياء (هو) (٣) في الأصل الحظر، أو الإِباحة، وهذا بناء فاسد، والحكم في ذلك: أنه إذا كان ذلك في محل الشك، فلا يجوز الانتفاع به وجهًا واحدًا.

فأما اللبن في ضرع الشاة الميتة، فإنه نجس، وبه قال مالك (٤)، وأحمد (٥).

وقال أبو حنيفة (٦) رحمه اللَّه: هو طاهر، يحل شربه وهو قول داود.


(١) الليث بن سعد: أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن مولى قيس بن رفاعة، وهو مولى عبد الرحمن بن خالد بن سافر الفهمي، وكان أصله من أصفهان، ولد سنة ٩٤ هـ في أصح الروايات، ومات سنة ١٧٥، وقال الثافعي: الليث أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به، "طبقات الفقهاء" للشيرازي: ٧٨.
(٢) (أنه إذا طبخ): غير واضحة في أ.
(٣) موجودة في أوساقطة من ب، جـ.
(٤) أنظر "بلغة السالك لأقرب المسالك" ١/ ٣٢٣.
(٥) أنظر "الروض المربع": ١٥، "هداية الراغب" ٢٦.
(٦) أنظر "بدائع الصنائع" ١/ ٦٣، وحجته قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ} =

<<  <  ج: ص:  >  >>