للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: البداءةُ في العلمِ بالأهمِّ فالأهمِّ، فإنَّ زيادةَ علمِ الإنسانِ بنفسهِ أهمُّ من تركِ ذلكَ اشتغالًا بالتعليمِ فقطْ، بلْ يتعلَّمُ ليعلِّمَ.

* ومنها: جوازُ أخذِ الخادمِ في السفرِ والحضرِ؛ لكفايةِ المؤنِ وطلبِ الراحةِ، كما فعلَ موسى .

* ومنها: أنَّ المسافرَ بطلبِ العلمِ أو الجهادِ، أو غيرِهما من أسفارِ الطاعةِ، بلْ وكذلكَ غيرُهما، إذا اقتضتِ المصلحةُ الإخبارَ بمطلبهِ وأينَ مرادهُ فإنهُ أكملُ من كتمهِ، فإنَّ في إظهارهِ [فوائدَ: مِنْ] (١) الاستعدادِ لهُ عُدَّتَهُ، وإتيانِ الأمرِ على بصيرةٍ، والإعلانِ بالترغيبِ لهذهِ العبادةِ الفاضلةِ؛ لقولِ موسى: ﴿لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾ [الكهف: ٦٠].

ولما غزا تبوكَ أخبرَ الناسَ بمقصدهِ، معَ أنهُ كان في الغالبِ إذا أرادَ غزوةً ورَّى بغيرِها؛ تبعًا للمصلحةِ في الحالتينِ.

* ومنها: إضافةُ الشرِّ وأسبابهِ إلى الشيطانِ، وكذلكَ النقصُ؛ لقولِ فتى موسى: ﴿وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ﴾ [الكهف: ٦٣].

* ومنها: جوازُ إخبارِ الإنسانِ عما يجدهُ مما هوَ مقتضى الطبيعةِ البشريةِ، من نَصَبٍ أو جوعٍ أو عطشٍ، إذا لم يكنْ على وجهِ التسخطِ، وكان صدقًا؛ لقولهِ: ﴿لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا﴾ [الكهف: ٦٢].

* ومنها: أنهُ ينبغِي أنْ يتخذَ الإنسانُ خادمًا ذكيًّا فطنًا كيسًا؛ ليتمَّ لهُ أمرهُ الذي يريدُ.


(١) في (خ) و (ط): من فوائد. والمثبت من تفسير السعدي (ص: ٤٨٢)، وبه يستقيم السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>