للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وأخبرنا محمد بن عمر، عن عبد الرحمن بن أَبى الزِّناد، عن أبيه قال: توفّى عمر بن عبد العزيز وهو ابن تسعٍ وثلاثين سنة وخمسة أشهر.

قال: سمعتُ سعيد بن عامر قال: كان لعمر بن عبد العزيز يوم هلك تسع وثلاثون سنة وأشهر.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: سمعتُ أبا بكر بن عيّاش يقول: أتَى على عمر بن عبد العزيز تسع وثلاثون سنة.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: سمعتُ سفيان بن عُيَيْنَةَ يقول: كان عمر بن عبد العزيز ابن أربعين سنة.

قال سفيان بن عُيينة: وسألتُ ابنه كم بلغ من السنّ؟ قال: لم يكن بلغ إلّا أربعين، وملك سنتين وشيئًا.

قال: أُخبرت عن عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح قال: لما حضر عمرَ بن عبد العزيز الموتُ أوصاهم وقال: احْفروا لي ولا تُعْمِقوا فإنّ خير الأرض أعلاها وشرّها أسفلها.

أخبرنا محمد بن يزيد بن خُنيس، عن وُهيب بن الورد قال: بلغنا أنّ عمر بن عبد العزيز لما توفّى جاء الفقهاء إلى زوجته يعزّونها به فقالوا لها: جئناك لنعزّيك بعمر فقد عَمَّت (١) مصيبة الأمة فأخبرينا يرحمك الله عن عمر كيف كانت حاله في بيته؟ فإن أعلم الناس بالرجل أهله.

فقالت: والله ما كان عمر بأكثركم صلاة ولا صيامًا ولكنى والله ما رأيت عبدًا قط كان أشدَّ خوفًا لله من عمر، والله إن كان ليكون في المكان الذي إليه ينتهى سرور الرجل بأهله، بينى وبينه لحاف، فيخطر على قلبه الشئ من أمر الله فينتفض كما ينتفض طائر وقع في الماء، ثم يَنْشِج ثم يرتفع بكاؤه حتى أقول: والله لتخرجنَّ [نفسه] التي بين جنبيه، فأطرح اللحاف عنى وعنه رحمة له وأنا أقول: يا ليتنا كان بيننا وبين هذه الإمارة بعد المَشْرِقَيْن، فوالله ما رأينا سرورًا منذ دخلنا فيها (٢).


(١) من هنا إلى ص ٥٨٨ أثناء ترجمة محمد بن الفضل برقم ٢٢٢٨ - أخلت به طبعة ليدن نتيجة خرم في المخطوطات التي اعتُمِد عليها في تحقيق الكتاب.
(٢) تاريخ ابن عساكر ج ٥٤ ص ١٩١ وما بين حاصرتين منه.