للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قرأتُ رسالة عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن المهلّب: سلام عليك فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد فإنّ سليمان بن عبد الملك كان عبدًا من عباد الله قبضه الله على أحسن أحيانه وأحواله، فرحمه الله، واستخلفنى فبايِعْ لي من قِبَلك وليزيد بن عبد الملك إن كان من بعدى، ولو كان الذي أنا فيه لاتّخاذ أزواج واعتقاد أموال كان الله قد بلغ بى أحسن ما بلغ بأحد من خلقه، ولكنى أخاف حسابًا شديدًا ومسألة لطيفة إلّا ما أعان الله، والسلام عليك ورحمة الله.

أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا عمر بن بَهْرام الصرّاف قال: قُرئ كتاب عمر بن عبد العزيز علينا: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عدىّ بن أرطاة ومن قِبَله من المسلمين والمؤمنين، سلام عليكم، فإنّى أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد فانْظر أهل الذمّة فارْفق بهم، وإذا كبر الرجل منهم وليس له مال فأنْفِقْ عليه، فإن كان له حميم فمُرْ حميمه يُنْفق عليه، وقاصّه من جراحه كما لو كان لك عبد فكبرت سِنّه لم يكن لك بدّ من أن تُنْفق عليه حتى يموت أو يَعْتق. قال: وبلغنى أنّك تأخذ من الخمر العشور فتُبْقيه في بيت مال الله، فإيّاكَ أن تُدْخِلَ بيت مال الله إلّا طيّبًا، والسلام عليكم.

أخبرنا قَبيصة قال: حدّثنا سفيان، عن الأوزاعي، عن رجل، عن عمر بن عبد العزيز أنّه كتب إلى عامل له: إيّاى والمُثْلَةَ جَزّ (١) الرأسِ واللحية.

أخبرنا قَبيصة بن عُقبة عن هارون البَرْبَرى، عن عبد الرحمن الطويل قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى ميمون بن مِهْران: كتبتَ إلىّ يا ميمون تذكر شدّة الحُكم والجباية، وإنّى لم أكلّفك من ذلك ما يُعْنِتك، اجْبِ الطّيبَ من الحقّ واقضِ بما استنار لك من الحقّ فإذا التبس عليك أمر فارفعه إلىّ، فلو أنّ الناس إذا ثقل عليك أمر تركوه ما قام دين ولا دُنْيا. قال: وكنتُ أنا على ديوان دمشق ففرضوا لرجلٍ زَمِنٍ، فقلت: الزّمِنُ ينبغى أن يُحْسَن إليه فأمّا أن يأخذ فريضة رجل صحيح فلا. فشكونى إلى عمر بن عبد العزيز فقالوا: إنّه يتعنّتنا ويشقّ علينا ويُعْسِرنا. قال: فكتب إلىّ: إذا أتاك كتابى هذا فلا تعنّت الناس ولا تُعسرهم ولا تشقّ عليهم فإنّى لا أحبّ ذلك.


(١) في ل: جَرّ.