للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن حسين، حتى مر بنا ركب فناديناهم: ما فعل حسين بن علي؟ قالوا: قُتِلَ، فقلت: فعل الله بعبد الله بن عمرو وفعل.

قال سفيان: ذهب الفرزدق إلى غير المعنى أو قال الوجه، إنما قال: لا يَحِيْكُ فيه السلاح ولا يضره القتل مع ما قد سبق له (١).

قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا شِيعيّ لنا يقال له العلاء بن أبي العباس، عن أبي جعفر، عن عبد الله بن عمرو، أنه قال في حسين [حين] خرج: أَمَا إنَّه لا يحيك فيه السلاح (٢).

قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا معاوية بن عبد الكريم، عن مروان الأصفر، قال: حدثني الفرزدق بن غالب، قال: لما خرج الحسين بن علي - رحمه الله -، لقيت عبد الله بن عمرو فقلت له: إنّ هذا الرجل قد خرج فما ترى؟ قال: أرى أن تخرج معه فإنك إن أردتَ دنيا أصبتها وإن أردتَ آخرة أصبتها، قال: فَرَحلْتُ نحوه، فلما كنتُ في بعض الطريق بلغني قتله، فرجعتُ إلى عبد الله بن عمرو فقلت: أين ما قلتَ لي؟ قال: كان رأيا رأيته.

قال: أخبرنا عليُّ بن محمد، عن الهُذَلِي، أن الفرزدق قال: لقيت حسينًا فقلت: بأبي أنت، لو أقمتَ حتى يصدر الناس لرجوت أن يَتَقَصّف أهل الموسم معك. فقال: لم آمنهم يا أبا فراس، قال: فدخلت مكة فإذا فسطاط وهيئة فقلت لمن هذا؟ قالوا: لعبد الله بن عمرو بن العاص فأتيته، فإذا شيخ أحمر، فسلمت فقال: من؟ قلت: الفرزدق. أترى أن أنصر حسينًا؟ قال: إذًا تُصِيب أجرًا وذُخْرًا قلت: بِلا دُنْيا؟ فأطرق ثم قال: يابن غالب لَتَتِمَّن خلافة يزيد، فانْظُرَنّ، فكرهت ما قال. قال: فَسَبَبْت يزيد ومعاوية قال: مَهْ قبَّحك الله، فغضبت فَشَتَمْتُه وقمتُ، ولو حضر حَشَمُه لأوجعوني، فلما قضيت الحج رجعت فإذا عِيرٌ فَصَرَخْتُ ألا ما فعل الحسين؟ فردوا عَلَيّ ألا قُتِل.

قال: أخبرنا عليُّ بن محمد، عن جويرية بن أسماء، وعلي بن مُدْرِك، عن


(١) الطبري ج ٥ ص ٣٨٦.
(٢) ابن عساكر ج ٥ ورقة ٦٧ وما بين الحاصرتين منه.