للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً" (١).

ومن لزم الطاعة، وداوم معها على الاستغفار سلم من هذه الحماقة لأنه اقتدى بأعقل الخلق - صلى الله عليه وسلم -.

وهل ما ذكرناه هنا هو معنى قول مطرف - رضي الله عنه -: ما من الناس أحد إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه، غير أن بعض الحمق أهون من بعض؟ رواه ابن المبارك، وأحمد أيضاً (٢).

ورواه أبو نعيم، ولفظه: لو حلفت لرجوت أني أَبَرُّ: أنه ليس أحد من الناس إلا وهو أحمق فيما بينه وبين الله - عز وجل - (٣).

وروى النقاش عن سعيد بن المسيب قال: تلا عمر رضي الله تعالى عنه هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦)} [الانفطار: ٦]؛ قال: الحمق يارب (٤).

ونقل ابن الجوزي عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: كلنا


(١) هذا الحديث مجموع حديثين: فقوله: "إنه ليغان على قلبي" رواه مسلم (٢٧٠٢) عن الأغر المزني - رضي الله عنه -، وتتمته "وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
أما تتمة حديث الأصل: "فأستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة" فرواه البخاري (٥٩٤٨) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٥٢٧)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٣٩).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٠١).
(٤) وانظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>