للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمق في ذات الله - عز وجل - (١).

وقلت مقتبساً لكلام أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: [من الرمل]

كُلُّنا أَحْمَقُ فِي ذاتِ الإِلَهِ ... لَوْ عَقِلْنا لَمْ نَحُمْ حَوْلَ الْمَناهِي

لَوْ عَقِلْنَا لأَطَعْنا ما نَرى ما ... قَد أَطَعْنَا لا نُرائِي لا نبُاهِي

رُبَّما أَحْمَقُ كُلُّ النَّاسِ إِذْ هُمْ ... بَيْنَ مَهْمُوم بِدُنْياهُ وَلاهِي

رُبَّ مَنْ جَمَّعَ دنْياهُ وَأَوْعى ... ثُمَّ لَمْ يَبْقَ لَها كَلاَّ وَلا هِي

خُذْ مِنَ الدُّنْيَا كَفافًا ثُمَّ أَقْصِرْ ... لا تَكُنْ بِاللهِ مِنْ أَهْلِ الْمَلاهِي

الفائِدةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: ذكر ابن الجوزي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال: ليس من أحد إلا وفيه حمقة فيها يعيش (٢).

وعن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: خلق الله تعالى آدم عليه السلام أحمق، ولولا ذلك ما هنَّأه العيش (٣).

وهو بمعنى قوله تعالى: {وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب ٧٢].

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: يعني: غِرًّا بأمر الله


(١) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٢٥).
(٢) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٢٥).
(٣) انظر: "أخبار الحمقى والمغفلين" لابن الجوزي (ص: ٢٥)، ورواه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (ص: ٧٣) عن سفيان الثوري قال: بلغني، وذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>