للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخاف أن أكون طرحتها في غير الذي أخذتها منه.

فما أخوف عمل عملته عندك؟

قال: إن أخوف عمل عندي أني إذا قمت في الصلاة أخاف أن أكون أحمل على إحدى رجلي فوق ما أحمل على الأخرى.

وأبوهما يسمع، فقال: اللهم إن كانا صادقين فاقبضهما قبل أن تفتنهما، فماتا (١).

وروى أبو نعيم عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَوْحَى اللهُ تَعالَى إلَى نبِيٍّ مِنْ أنبِياءِ بَني إِسْرائِيلَ: قُلْ لأَهْلِ طَاعَتِي مِنْ أُمَّتِكَ أَنْ لا يَتَّكِلُوا عَلَى أَعْمالِهِمْ؛ فَإِنِّي لا أقَاص عَبْدًا الْحِسابَ يَوْمَ القِيامَةِ أَشاءُ أَنْ أُعَذِّبَهُ إِلَّا عَذَّبْتُهُ، وَقُلْ لأَهْلِ مَعْصِيتَي مِنْ أُمَّتِكَ لا يُلْقُوا بأَيْدِيْهِمْ؛ فَإِنيِّ أَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيْمَ وَلا أُبالِي، وإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلا مَدِيْنَةٍ، وَلا أَهْلِ الأَرْضِ، وَلا رَجُلٍ بِخاصَّتِهِ وَلا امْرَأَةٍ يَكُونُ لِي عَلَى ما أُحِبُّ إِلَّا كُنْتُ لَهُ عَلَى ما يُحبُّ، وَإِنَّه لَيْسَ مِنْ أَهْلِ مَدِيْنَةٍ وَلا أَرْضٍ، وَلا رَجُلٍ بِخاصّةٍ، [ولا امرأةٍ يكونُ لي عَلَى ما أُحِبُّ إلا كنتُ لَهُ عَلَى ما يُحِبُّ] (٢) ثُمَّ يَتَحَوَّلُ عَمَّا أُحِبُّ إلَى مَا كَرِهْتُ إِلَّا تَحَوَّلْتُ لَهُ مِمَّا يُحِبُّ إلَى ما يَكْرَهُ، وَإنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ وَلا مَدِيْنَةٍ، وَلا أَهْلِ أَرْضٍ، وَلا رَجُلٍ بِخاصَّةٍ


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ٩٨).
(٢) في "أ": "وَلا يَكُونُ لِي عَلَى ما أُحِبُّ ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>