للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الورع" عن كعب رحمه الله تعالى قال: اجتمع ثلاثة من عباد بني إسرائيل فقالوا: تعالوا حتى يذكر كل إنسان منا أعظم ذنب عمله.

فقال أحدهم: أمَّا أنا فلا أذكر من ذنب أعظم من أني كنت مع صاحب لي، فعرضت لنا شجرة، فخرجت عليه ففزع مني، فقال: الله بيني وبينك.

وقال أحدهم: إنا معاشرَ بني إسرائيل إذا أصاب أحدنا بول قطعه، فأصاب جسدي بول فقطعته، فلم أبالغ في قطعه ولم أدعه، فهذا أعظم ذنب عملته.

وقال أحدهم: كانت لي والدة فدعتني من قبلي شمال الريح، فأجبتها فلم تسمع، فجاءتني مغضبة، فجعلت ترميني بالحجارة، فأخذت عصا وجئت لأقعد بين يديها لتضربني به حتى ترضى، ففزعت مني، فأصابت وجهها شجرة فشجَّتها، فهذا أعظم ذنب عملته (١).

وعن عون بن عبد الله رحمه الله تعالى قال: كان أَخَوان في بني إسرائيل فقال أحدهما لصاحبه: ما أخوفُ عمل عملته عندك؟

فقال: ما عملت عملًا أخوف عندي من أني مررت بين قراحي سنبل، فأخذت من أحدهما سنبلة، ثم ندمت فأردت أن أردها في القراح الذي أخذتها منه، فلم أدرِ من أي القراحين هو، فطرحتها في أحدهما،


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: ٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>