للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أنه ربك في كل حال (١).

وذلك يكون بدوام الخوف، وملازمة الإخلاص، واستحقار النفس عن أن يكون أهلاً للقبول، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (٦٠) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: ٥٧ - ٦١].

روى الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك"، والبيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله! {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: ٦٠]؛ أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: "لا، وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ يَصُوْمُ وَيَتَصَدَّقُ وُيصَليْ، وَهُوَ مَعَ ذَلكَ يَخافُ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُ" (٢).

وروى ابن المبارك في "الزهد"، وغيره عن الحسن رحمه الله تعالى في الآية قال: كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر، ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله تعالى (٣).

قلت: ويدل عليه قوله تعالى في آخر الكلام: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: ٦١].


(١) انظر: " الرسالة القشيرية" (ص: ٢٣٣).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>