للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الساعدي - رضي الله عنه -، والطبراني - أيضاً - عن العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ أُصَلِّيَ الصُّبْحَ ثُمَّ أَجْلِسَ فِي مَجْلِسٍ، فَأَذْكُرَ الله عز وجل حَتَى تَطْلُعَ الشَّمْسُ, أَحَبُّ إِليَّ مِنْ شدٍّ عَلَى جِيَادِ الْخَيْلِ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ مِنْ حِيْنِ أُصَلِّي إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ" (١).

وفي حديث أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ تَعَالَى مِنْ صَلاةِ الغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَة مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُوْنَ اللهَ مِنْ صَلاةِ العَصْرِ إِلى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إلَيِّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَة مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلَ (٢) ". رواه أبو داود، وغيره (٣).

فالسبق تارة يكون بالاجتهاد، وتارة بالكثرة في العمل، وتارة يكون بدون ذلك لحكمة نفهمها، أو لا نفهمها.

وسَبْقُ الذِّكرِ - وإن كان أخف من غيره، أو أقل من غيره - حكمته


(١) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٢٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٥٧٣٧) كلاهما عن العباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٥٦٨٣) عن إياس بن سهل الأنصاري - رضي الله عنه -، وهو غير الأول، قال ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة" (٣/ ٢٠٨): سهل الأنصاري والد إياس غير منسوب، ذكره البخاري في الصحابة.
(٢) في "السنن" لأبي داود: "رقبة" بدل "رقبة من ولد إسماعيل" في المرة الثانية فقط.
(٣) رواه أبو داود (٣٦٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>