للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على غيرهم لأن الصدقة على القريب صدقة وصلة، وعلى الجار والأخ صدقة وأداء لحق الجوار والأخوة، وأدلة ذلك مشهورة.

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الإخوان" عن يزيد بن عبد الله بن الشخير رحمه الله تعالى مرسلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لأَنْ أُعْطِيَ أَخًا فِي اللهِ دِرْهَمًا أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أتصَدَّقَ بِعَشَرَةٍ، وَلأَنْ أُعْطِيَ أَخًا فِي اللهِ عَشَرَة أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً" (١).

ولذلك الاقتصاد فيما هو حال العبد يسبق الاجتهاد فيما ليس من حاله، فالصدقة من المَلِيء أولى به من سرد الصوم مثلاً، بل لو سرد الصوم وهو يمنع الزكاة، أو أكثر من الركوع والسجود ونحوهما تطوعاً وهو كذلك، يخشى عليه أن تُرد عليه أعماله، وتنعكس به آماله.

وكذلك لو اشتغل بأنواع العبادة وقلبه غافل عن ذكر الله تعالى؛ صاحب الذكر واليقظة أسبق منه.

قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: لأن أذكر الله من لدن صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أن أعطي فارسين الخيل في سبيل الله عز وجل.

رواه الإمام أحمد في "الزهد" (٢).

وروى عبد الرزاق، والطبراني في "الكبير" عن سهل بن سعد


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص: ٢٢٧).
(٢) ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨٥٠٨). ولفظه: "لأن أذكر الله يومًا إلى الليل، أحبُّ إلى من أن أحمل على الجياد يومًا إلى الليل".

<<  <  ج: ص:  >  >>