للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: نعم.

فقال له: هات رداءك.

قالوا: فأخذه، فجعله في رداء نفسه، ولف رداءه عليه، ورمى به في النار نار أتون الآجر، ودخل في أثره، وأخذ الرداء وخرج به من الباب الآخر، ففتح رداء نفسه وهو صحيح، وأخرج رداء اليهودي حراقاً أسود من جوف رداء نفسه، فأسلم اليهودي (١).

وبالغ بعضهم في كتم الكرامة حتى أوجبه.

قال أبو عمرو الدمشقي -وهو من أجل مشايخ الشام-: فرض الله تعالى على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إظهار الآيات والمعجزات، كذلك فرض على الأولياء كتمانها حتى لا يعتني الخلق بها. رواه السلمي (٢).

ويؤخذ من كلامه أن اعتناء الخلق بالكرامة لا ينبغي؛ أما صاحب الكرامة فلئلا يقف عندها فيحجب عن مواهب الله تعالى وعن الوصول إلى رضاه، وأما غيره فلئلا يعتقدوا من ظهرت عليه الكرامة وينتقدوا من لم تظهر عليه، فربما نفوا عن الأولياء كثيرًا بسبب ذلك.

وليس معنى وجوب كتمان الكرامة ألا تظهر أصلًا؛ إذ يلزم من


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٢٣).
(٢) رواه السلمي في "طبقات الصوفية" (ص: ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>