للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك إبطال الكرامات ونفيها، بل معناه ألا يتعمد الولي إظهارها، وإن ظهرت فلا يسكن إليها.

قال القشيري: واعلم أنه ليس للولي مساكنة إلى الكرامة التي تظهر عليه، ولا له ملاحظة، وربما يكون لهم في ظهور جنسها قوة يقين وزيادة بصيرة لتحققهم لأن ذلك فعل الله، فيستدلون بها على صحة ما هم عليه من العقائد في الجملة، فالقول بجواز إظهارها على الأولياء واجب، وعليه جمهور أهل المعرفة (١).

وذكر عن ابن عطاء قال: سمعت أبا الحسن النوري يقول: كان في نفسي شيء من هذه الكرامات، فأخذت قصبة من الصبيان وقمت بين زورقين، وقلت: وعزتك لئن لم تخرج لي (٢) سمكة فيها ثلاثة أرطال لأغرقن نفسي.

قال: فأخرج لي سمكة فيها ثلاثة أرطال، فبلغ ذلك الجنيد، فقال: حكمه أن يخرج له أفعى تلدغه (٣).

وإنما أنكر الجنيد عليه مساكنته إلى الكرامة وتوقفه عندها.

وأبو الحسن لم يسأل الله تعالى هذا الأمر الخارق إلا ليزول عنه ما كان في نفسه من التوقف في أمر الكرامة.


(١) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٣٨٠).
(٢) "لي" ليست في "أ".
(٣) انظر: "الرسالة القشيرية" (ص: ٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>