للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيحصل حذراً من إيهام من يخبره بذلك، وإيقاعه في الحيرة والتكذيب (١).

واعلم أن الإيمان بكرامات الأولياء واجب، وأنها حق، والإيمان بها إيمان بقدرة الله تعالى، وهي الخوارق التي تظهر عليهم، ويفرق بينها وبين معجزات الأنبياء عليهم السلام: بأن المعجزة تكون مع التحدي ودعوى النبوة بخلاف الكرامة، وبأن المعجزة يتعين أن يظهرها النبي، والكرامة يخفيها الولي إلا إذا كان في إظهارها فائدة وأمنت الفتنة الإظهار كما روى القشيري، وغيره عن جابر الرحبي رحمه الله تعالى قال: أكثر أهل الرحبة على الإنكار في باب كرامات الأولياء، فركبت السبع يومًا ودخلت الرحبة، وقلت: أين الذين يكذبون أولياء الله؟ قال: فكفوا بعد ذلك عني (٢).

وروى أبو نعيم عن أبي العباس بن مسروق، وأبي محمَّد الحريري، وأبي أحمد المغازلي، وغيرهم قالوا: جاء إبراهيم الآجري يهودي يقتضيه شيئًا من ثمن قصب، فكلمه فقال له: أرني شيئًا أعرف به شرف الإِسلام وفضله على ديني حتى أسلم.

قال: فقال له: وتفعل؟


(١) وأصح منه بلا شك أبدًا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: ٣٤].
(٢) انظر: "تفسير القشيري" (ص: ٣٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>