للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرية أو أهل بلد فيريد أن يقسم لهم من نفسه قسماً فلا يجد في قلوب العلماء ولا في قلوب الزهاد موضعًا لتلك القسمة من نفسه، فيمن عليهم أن يشغلهم بالتعبد عن نفسه. رواه ابن جهضم، ومن طريقه أبو نعيم (١).

وقوله: فيريد أن يقسم لهم من نفسه؛ أي: من معرفة نفسه، أو من عند نفسه قسمًا من أقسام عطائه كما قال الله تعالى: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: ٦٥].

وكما قال الله تعالى: {ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: ١٩٥].

وكذلك تقول: قسمت لك نفسي قسمًا من عطائي؛ أي: على وجه التفضل والابتداء بالعطاء من غير تحمل منك.

وقول سهل: فيمن عليهم أن يشغلهم بالتعبد عن نفسه؛ أي: عن طلب معرفته، ومناجاته ومواصلته كما قال أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى: إن الله أطلع على قلوب أوليائه؛ فمنهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفا فشغلهم بالعبادة. رواه أبو نعيم (٢).

ومن كان فاسقا في الحال وهو في علم الله تعالى ولي فهل يجوز لمن أطلعه الله تعالى على عاقبته بطريق الكشف أن يقول: إنه ولي؟

فيه احتمال، والظاهر الجواز، ولكن الأولى أن يقيد ذلك بما


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢٠٥).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>